وااسفاه ! على القيم

	على طريق التجاري الشهير توقفت السيارات لتسمح بعبور ثلاث فتيات، احدى السيارات فتحت نوافذها الأربع لتخرج منها أربعة رؤوس لمخلوقات بشرية بدأ أصحابها في إلقاء عبارات الغزل والمعاكسة، الفتيات المحتشمات تجاهلن العبارات ومضين في العبور الى الرصيف المقابل فانقلبت موجة الرؤوس الأربعة من الغزل المعسول بعد اليأس من الاستجابة والشعور بمهانة التجاهل الى التجريح والقذف بعبارات ساقطة وبذيئة ومؤذية وخادشة لم تحترم أي قانون أخلاقي تفرضه القيم الانسانية ولا أي قانون بشري يلاحق مثل هذا الاسفاف اللفظي بالعقوبة القانونية!! لم يكن المشهد غريبا فهو يتكرر كثيرا منذ أن سقطت القيم والأخلاق وانتشر في الشوارع شباب ومراهقون سقطوا في اختبار الحياة تربويا وأخلاقيا ولكن الغريب كان في صمت كل المحيط البشري الذي شهد الواقعة، كان الجميع يتفرج وكأنه يستمتع بمشاهدة فاصل ترفيهي من عرض مسرحي، كانت الأخلاق تنحر على اسفلت الطريق دون أن تتحرك غيرة أحد ليس للقيم والأخلاق المأسوف عليها وانما على الأقل لكرامة فتيات كل ذنبهن أنهن أردن اجتياز الطريق وشاء قدرهن أن يعبرن أمام مجموعة من الساقطين ومجموعات من الصامتين!! في أزمان مضت كان كل من في الطريق يهبّ لنجدة فتاة تتعرض للمضايقة أو المعاكسة وكان الكل ينتصر للفضيلة والقيم الأخلاقية، كان الكل سيهب لأنه يضع هذه الفتاة المتعرضة لخدش حيائها في مكانة الأخت والبنت والزوجة والأم، ولم يكن أحد ليتفرج أو يُدير ظهره!! وا أسفاه على القيم التي اختفت والمروءة التي غابت والغيرة التي تلاشت!! خالد السليمان (الجهات الخمس )