نشأت الخيول في المنطقة العربية منذ فجر تاريخ الحياة البشرية - وهو تاريخ يزيد كثيرا في مداه الزمي عن تاريخ نشأة الخيول في القارة الاوروبية او الامريكية، وظلت الخيول تحظى بمكانة كبيرة كحيوانات ارتبطت الاستفادة منها بالمجالات الزراعية والعسكرية في الامبراطوريات المصرية والفارسية العتيقة.
ترعرعت الخيول وماتت في المنطقة العربية قبل 3000 سنة من الميلاد، بل ان البدو يدعون في الواقع بأنهم استأنسوا الخيول قبل ذلك بكثير. دار جدل بين المؤرخين حول الاصالة الجينية لسلالة الخيول العربية بالمقارنة مع الخيول الصحراوية، غير ان لا احد من المؤرخين ينكر ان اقدم السجلات للخيول المستأنسة تشير الى وجود الخيول في المنطقة العربية والآسيوية.
ان الاشارة الاولى في السجلات التاريخية الاوروبية للخيول يعود اصلها الى حقبة حضارة بلاد الرافدين، وكانت على هيئة لوحات لخيول تجر مركبات عسكرية، واما اول من ادرك الصفات العديدة للخيول العربية الصحراوية الأصيلة بين الاوروبيين فهو الاسكندر الاكبر في مقدونيا.
ففي العام 330 قبل الميلاد حاول الاسكندر الاكبر غزو الشرق الادنى، ثم ادرك بأن اخفاقه يعود في الاساس الى ثقل خيوله والمركبات الثقيلة التي تجرها، لذا فقد ركز على سرقة/شراء عدد من الخيول العربية، واجرى كافة رماته تدريباتهم باستخدام الخيول العربية مما اتاح له تحقيق قدر اكبر من النجاح.
خلال الحملات الصليبية مات المئات من الصليبيين حينما قادوا خيولهم البطيئة في المعركة التي دارت في ارض القدس الشريف حيث تقابلوا مع رجال الصحراء وهم على صهوة جيادهم الرشيقة والسريعة، ومن خلال كل الدماء التي سكبت تمت سرقة كنز كبير، حيث ابى الغزاة المغادرة إلا بعد ان اخذوا معهم عددا معتبرا من هذه الخيول لتلقيحها مع الخيول الخاصة بهم.
وحينما بلغ انتشار الدين الاسلامي اسبانيا، قرر العرب تلقيح بعض خيولهم العربية مع الخيول الاسبانية ذات النوعية الادنى جودة، فأنتجوا خيلا رائعا خفيفا اطلق عليه اسم (جنيت)، وهي الخيول التي شحنها كريستوفر كولومبس في سفنه لفتح الاراضي الجديدة (امريكا).
لم يسبق للامريكيين الاصليين او الهنود الحمر ان رأوا الخيول من قبل، ولذلك ساورهم اعتقاد بأن كريستوفر كولومبس والفاتحين المرافقين له كانوا آلهة، لذا فقد اتجه الكثيرون منهم الى اعتناق الديانة المسيحية، واما الذين رفضوا الخضوع فقد تم قتلهم بسهولة بواسطة خصومهم الممتطين لتلك الخيول.
غير انه لم يمض وقت طويل قبل ان يتمكن الامريكيون الاصليون من القبض على بعض الخيول، اما التي تم الاستيلاء عليها في المعركة او التي سبحت من بعض السفن المهجورة الى الشاطئ فقد شكلت قطعانا برية، ومن خلال القائهم القبض عليها عملوا على استئناسها وتدريبها بأسلوب شبيه جدا بتعامل البدو مع اسلاف هذه الخيول قبل عدة قرون.
من هذه الخيول الصحراوية الأصيلة برزت ثلاثة خيول خاصة كان لها اعظم الأثر على خيول السباقات وهي (ذا بايرلي تيرك) و(ذا دارلي اريبيان) و(ذا جودلفين اريبيان)، واصبحت هذه الخيول آباء لأعظم الخيول وتناسلت منها كل سلالة الخيول المهجنة الأصيلة المعاصرة.
لم يكن (ذا بايرلي تيرك) في الواقع تركيا بل خيلا عربيا سرق خلال الحروب وانتهى به الحال مطية للكابتن بايرلي في الحرب التي خاضها الملك ويليام، واما الثاني (دارلي) فقد عرف انه كان كميت اللون تعلو وجهه غرة بيضاء، مع بياض الى ثلاثة من ارجله، وكان احد التجار ويدعى توماس دارلي قد وجده في احدى رحلاته بصحراء سوريا العظمى.
اما (جودلفين اريبيان) فقد اهدي الى بوي ملك فرنسا، غير ان حاشيته لم تستلطف الحصان بسبب صغر حجمه، وانتهى به الحال الى ملكية الدوق الثاني لجودلفين، ومن ثم اشتهر (ذا جودلفين اريبيان) بلقب أب السباقات الى ان نفق عن 29 عاما من العمر.
تقبلو تحياااااااااااتي