صُدم أهالي محافظة ضرما التابعة لمنطقة الرياض ذات صباح عندما استيقظوا على أصوات معدات وآليات تحفر وتنبش قبور أجدادهم وآبائهم في المقبرة القديمة بالمحافظة، وعندما استعلموا الأمر وجدوا ان العمال تابعون لمقاول تعاقد مع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ مشروع لإنشاء مدرسة. وفي الوقت نفسه كانت بلدية المحافظة قد جلبت معداتها لإنشاء طريقين يقسمان المقبرة القديمة غير المسوّرة إلى قسمين.
ووفقا لمعلومات حاول السكان الإعتراض , الا ان حديثهم عن وجود المقبرة كان يُعامل كإدعاءات. وبعد أيام قلائل وفيما كانت وزارة التربية تحفر أساسات المدرسة ظهرت عظام الموتى بشكل يبعث الرعب والغضب في آن معا. إذ هرب العمال من الموقع، فيما كان أهالي المحافظة ينظرون بحسرة إلى عظام أجدادهم. عندها أوقفت الوزارة مشروعها، لكن بلدية المحافظة لم تكترث لذلك، وواصلت حفرياتها وسط تطاير العظام التي اضطر بعض سكان المحافظة إلى جمع ما يجدونه منها في موقع المشروع وإعادة دفنها حماية لحرمتها التي انتهكت.
ولما لم يجد أهل المحافظة أذنا صاغية من البلدية رفعوا عريضة شرحوا فيها الحاصل وقدموها لقاضي محكمة ضرما الذي استشعر أهمية الأمر وخطورته، فبعث بالعريضة التي أعدها المواطنين إلى سماحة مفتي عام المملكة فأحالها بدوره إلى هيئة كبار العلماء للوقوف على الموقع واصدار فتوى بناء على معطيات الواقع. فتم تشكيل لجنة ضمت في عضويتها مندوب من المحكمة ومندوب من الامارة ومندوب من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومندوب من البلدية للوقوف على المقبرة واعداد تقرير مفصل عنها يوضح كامل التفاصيل حول المقبرة مع التثبت من ذلك بشهادة كبار السن بالمحافظة.
ووفقا للمصادر, ثبت بعد استعلام اللجنة من كبار السن أن المقبرة تعتبر مقبرة المحافظة القديمة وأنها امتلأت في زمن ما، فأنشأوا مقبرة جديدة هي الموجودة حاليا بالمحافظة, كما اتضح للجنة بشكل قاطع ان رفات الاموات مازالت باقية بسبب ماتم كشفه من القبور سابقاً وحاضرا.
وقالت اللجنة في محضرها أنها ترى أن يتم تسوير المقبرة بحدودها التي أثبتها المحضر، محافظة على كرامة اموات المسلمين.
وفي ظل تقرير اللجنة, صدرت فتوى عن هيئة كبار العلماء باللجنة الدائمة موقعة من سماحة المفتي وكل من فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان وفضيلة الشيخ احمد سير المباركي وفضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المطلق وفضيلة الشيخ عبدالله بن علي الركبان، أقرت "وجوب تسوير كامل ارض المقبرة بما فيها الشوارع التي تطرقها، مع ازالة اعمدة الكهرباء الموجودة وازالة الاحداثات المحدثة بها وردم العظام الظاهرة على وجه الارض واعادة ما أخرج منها من رفات الموتى الى داخل المقبرة ودفنها بها مراعاة لحرمة أموات المسلمين , وان على البلدية التي تتبع لها هذه المقبرة الاهتمام بها وصيانتها وإحاطتها بسور يحفظها من الامتهان والاستطراق والضرر".
وبصدور الفتوى استبشر أهالي ضرما بتوقف إهانة موتاهم وموتى المسلمين، ولكن فرحتهم إغتيلت في مهدها, فالبلدية واصلت أعمالها وكأن شيئا لم يحدث، حيث استمرت في تنفيذ المشروع حتى أنهته بالفعل وافتتحته. وأصبحت الطرق تشق المقبرة وتسير فوقها السيارات ومن يمينهم ويسارهم وتحت الإسفلت الذي يسيرون عليه يرقد معظم أهالي ضرما الموتى.
ورفع الأهالي شكوى هذه المرة إلى أمير منطقة الرياض صاحب السموالملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والذي طلب في الحال إفادة عاجلة من جميع الجهات، فيما يتوقع أن يسفر التحقيق في القضية عن تنفيذ ما صدر من فتوى من هيئة كبار العلماء فتوى.....
تقبلو تحيااااااااااااتي