..
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي لدي قناعة قوية وكبيرة أن الماضي يكرر نفسه لكن بطريقة مختلف وبمفهوم واحد ولدي قناعة أن الشخص يستطيع برجوعه لتاريخ الإسلامي ويجد دروس للمستقبل ودروس للحاضر ودروس في كل شي ومن أهم شي في قراءة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه انه يجعل قلبك فيه رقة لا تملك عينك من سكب دموع جميلة دموع تقدمك ذليلاً لله سبحانه وتعالى ومحباً له وقلب يحب كل المسلمين وهؤلاء الذين قال عنهم الله سبحانه وتعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)
بعد هذه المقدمة سوف ادخل للموضوع وسوف أحاول قدر المستطاع أن يكون سهلا في التناول وفي القراءة وفي الفهم .
عثمان بن عفان رضي الله عنه من هو ,, معروف انه الخليفة الثالث مناقب هذا الخليفة الراشد الذي تستحي منه الملائكة لكن هناك شي غير معروف بكثرة عنه .. هو إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمات يفهم منها ماذا سينتهي عليه هذا الخليفة الراشد .
1- في معركة أحد عندما صعد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كان معه أبو بكر وعمر وقيل عثمان فاهتز الجبل فقال رسول الله صلى الله عليهم اصمد احد فإنه عليك نبي وصديق وشهيد وقيل شهيدان لو كان عثمان معهم .
2- سأل عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخر الزمان عندما تكثر الفتن يا رسول الله لو هم أحد بقتلي ماذا أفعل قال كن كقابيل عندما قتله هابيل " كن مظلوما ولا تكن ظالم "
3- عندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نادوا إلي احد أصحابي فقالوا أبو بكر فسكت فقالوا عمر فسكت فقالوا عثمان فأجاب بنعم .. فحضر عثمان بن عفان رضي الله عنه إليه فأجتمع به وأخذ رسولنا الكريم يقول له كلاماً وعثمان يومئ برأسه رضي الله عنه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقدم له توجيهات . <<(( درس مهم )) **
هنا فائدة كبيرة الا وهي أدب الرسول صلى الله عليه وسلم فعندما قالوا : ابو بكر لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم لا حتى لا يفهم إنه لا يريد أبا بكر في كل شي فسكوت الرسول صلى الله عليه وسلم حكمة وأدب
بعد الانتهاء من هذه النقاط السريعة وإن كانت هناك نقطة سوف أتي بها مهمة .
بداية المشكلة :
أول من بدأ في المشكلة ويخطط لها منذ فترة طويلة جداً هو عبدالله بن سبأ اليهودي اظهر الإسلام وأظهر التشيع لعلي بن ابي طالب وكان ينادي بأن علي بن ابي طالب هو الاحق بالخلافة ويحاول إثارة هذه القضية بصوت والدعوة ليس حباً في علي بن ابي طالب رضي الله عنه بل كرهاً في وحدة المسلمين ، فذهب اولا إلى الشام وحاول إثارة هذه النقطة ويحاول يجمع أتباع معه لكن باءت محاولاته بالفشل والسبب في ذلك أن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه كان والياً عادلاً في الشام وكان أهل الشام يحبونه حب شديد ويطيعونه طاعة لا مثيل لها في الولاة ، ففشل ابن سبأ في الدعوة هناك ..
ونستفيد من هذا .الجبهة الداخلية تماسكها في ترابط الحاكم مع الشعب فإن اهم أشياء استقرار أي بلد هو الجبهة الداخلية فإذا كان الحاكم محبوباً من قبل الشعب استطاع هذا المجتمع أن يكون هو الجندي الأول في الدفاع عن بلده ليس بالسلاح بالعقل والصمود .
انتقل ابن سبأ إلى العراق كان المجتمع هناك أهل غوغاء فكان والي العراق متسامح فتسلط أهل العراق عليه وأصبح لهم صوت وحبهم للجدال والاثارة البلابل والقلاقل فنشر ابن سبأ دعوته فوجدت قبول وانتشار سريع في اواسط أهل العراق وهنا نشاهد كيف ضعف الترابط بين الراعي والرعية ماذا أدى إدى إلى انتشار الدعوات الهدامة والكاذبة وارض خصبة للإنتشار الشائعات ..وفعلا نجح ابن سبأ فأخذ يقيم الدعوة تلو الدعوة وانتشر دعوته في مصر ايضاً لأن هناك تنظيم مسبق مخطط له .. وجاء وقت الخروج في موسم الحج في شهر ذو القعدة عندما كانت المدينة المنورة فيها القليل من الصحابة لأن اغلبهم كانوا يأدون فريضة الحج وهنا كيف تم استغلال هذه الفرصة ويدل على ان هؤلاء الثوار لا يريدون حقاً بل باطلاً .
من هم الثوار
هم اعراب ونزائع من القبائل وبعضهم حديث عهد في الإسلام وبعضهم حاقد على قريش لأنها لها الرئاسة والبعض الاخر اقيمت علي الحدود الشرعية فخرج ثوار من مصر ومن العراق وإلتقوا قرب المدينة هذا دليل أن الأمر مخطط له واجتمعوا فخرج عثمان يطالبون بخلعه وقدموا له عدة تهم وهو الله برئ منها .. إنه لم يشهد بدر – ترك المعركة في احد – حرق القرآن – ولى بني اميه – وسع الحِمى لكن هذه ابرزها فرد عليهم عثمان بن عفان رضي الله عنه التهم تلو التهم ومنها على سبيل المثال لم يشهد بدر أمره الرسول ان يبقى في المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كسب المسلمون في غنائم بدر قال وهذا سهم عثمان بن عفان .. ترك المعركة أحد غفر الله لهم في سورة ال عمران ، ولى بني اميه لم يولي احد بل كانوا في عهد عمر بن الخطاب معاوية و عمرو بن العاص رضي الله عنهم كانوا ولاة في عهد عمر .. حرق القرآن جعل القرآن برسم واحد ولقد شاهد ان المسلمون يكتبون القرآن بعدة رسوم فخاف رضي الله عنه ان يختلف المسلمون فجمع المصاحف من الامصار وحرقها ونشر القرآن برسم واحد على الامصار مرة أخرى وحتى يومنا هذا الذي بين ايدينا برسم عثمان بن عفان رضي الله عنه ووسع الحمى لأنه توسعت الفتوحات فلا بد ان تتوسع الحمى .
فرجع الثوار إلى ديارهم وبلادهم ورجع عثمان رضي الله عنه إلى المدينة ولكن حدث شي غريب عاد الثوار مرة أخرى للمدينة وعيونهم كلها شر وعندما قابلهم علي بن ابي طالب وكان عددهم 3000 الاف شخص قال ما ارجعكم قالوا لقد وجدنا رسول عثمان في مصر والعراق يطلبه بقتلنا وهذا الخطاب وكيف وجدتموه ؟ في الطريق وجدناه قال طريقكم في المشرق وطريقه في المغرب لايمكن ان تلقوه فوجدوا الختم عليه وحلف عثمان انه لم يكتب حرفاً واحداً إطلاقاً وان الختم تم تزويره .. تم حصار عثمان في منزله شهراً كاملاً منع عنه الماء وطلب من علي بن ابي طالب ماءً فأتاه علي ، فأخذو منه الماء وسكبوا في الارض واتت إم المؤمنين ام حبيبة زوجة رسول الله صلى الله وسلم رضي الله عنها ومعها الماء فقاموا بضرب بغلها وكسروا قنينه الماء لا احترام لأم المؤمنين ولا ادب مع ابن عم رسول الله ناس ملأ الجهل والحقد والكراهية قلوبهم .. وكانوا يطالبون بخلع عثمان نفسه
فكان موقف عثمان بن عفان رضي الله عنه درس نستفيد منه في كل شي حتى على مستوى المنتديات اقولها بصراحة حتى على مستوى المنتديات كان موقفه أنه رفض ان يخلع نفسه وكان السبب إنه يرى ان الخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية : انه لو خلع نفسه سوف يكون هذا سنه لديهم من أرد ان يخلع امير عليه ان يقيم الثورات والمظاهرات والحصار .. وهذا درس للجميع في عدم الخضوع لمطالب الجهال و خفاف العقول واصحاب الدعاوي الباطلة ، لو تنازل سوف يضعون احد منهم وسوف يضعف هذا الدين ويقل انتشاره وسوف يملون شروط على الوالي الجديد . هذا درس مهم جدا جداً
الثاني رفض عثمان ان يقوم الصحابة بالدفاع عنه وكان رؤيته رضي الله عنه انه سوف يسفك دماء صحابة ويفقد هذا الدين الكثير من التعاليم ومنهم ابي هريرة وعلي بن ابي طالب .
وكان عثمان رضي الله عنه صائماً فرأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر فقالوا له يا عثمان إنك مفطرٌ معنا الليلة فكان عثمان يعرف إنه مقتول
(( ** درس مهم )) عندما قّدم رسول الله صلى الله عليه وسلم التوجيهات لعثمان رضي الله عنه بعد عشرين سنة طبقها عثمان ولم يقل لا ها انا في وقت حرج فلن اضحي بنفسي ورسول الله يعذرني لكن لا هؤلاء هم صحابة رسول الله حبوه قولا وفعلاً مصابيح الهدى اضاءات مازالت تضي لنا كل يوم من سيرتها العطرة
تم حاصرة رضي الله عنه في بيته وحانت ساعة الصفر وتم رشق بيته بالنبل وبالحجارة وقيل إنه اصيب في رجله فدخل الثوار وكان عددهم سته مجرمين فدخل عليه أحدهم وهو ممسك بالقرآن فقال رضي الله عنه : الذي بيني وبينك هذا الكتاب فسكت هذا المجرم وخرج ومن ثم دخل البقية عليه فرفع احدهم سيفه على عثمان فهوى بها عليه فرفع عثمان يده اليمنى الكريمة لكي يرد ضربة السيف فقطعت كفه الشريفة فقال والله إنه كتبت بها القرآن الكريم قمة في الصبر والاحتساب والشجاعة فهوى احدهم بالسيف على كتفه فشقة فدخلت عليه إمراته تريد ان تحميه رضي الله عنها لكن تم ضربها بالسيف فدخل أحد الغلمان يريد الدفاع عن عثمان فقتل واحد منهم فقاموا بقتله البقية لكن اشد ألماً من هذا القتل هو ان احد المجرمين وضع رجله على صدر الشهيد وقام بكسر اضلعه فسقط رضي الله عنه شهيداً وهو صائم ممسك بالقرآن الكريم تساقطت دمائه على قول الله تعالى (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) وفعلا استشهد هذا الصحابي الجليل ذو النورين، ولقد ونسوا أنه ضمن العشر المبشرين في الجنة ونسوا انه تزوج بنات الرسول صلى الله عليه وسلم نسوا ان قال عنه رسول الله ان الملائكة تستحي من عثمان ونسوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما ضر عثمان مافعل بعد ذلك ) ونهايته هذه القصة المحزنه جزء اشد ألماً لقد تم منع الصلاة عليه وصلوا عليه أهله وجماعته وعددهم سته وتم دفنه ليلاً وتم منعه ان يدفن في البقيع مع المسلمين وتم دفنه في مقابر اخرى مع اليهود لكن اراد الله ان يشتري معاوية هذه المقبرة ويدخلها في البقيع ويصبح قبر عثمان ضمن البقيع .
ومن عند الله خير وابقى يا أمير المؤمنين ..
مع تقدير أخوكم القباني
.