كلمات لعلها تسلي وتخفف ألم كل منا في هذه الدنيا المليئة بالهموم ...مرض ..فقد قريب...ضيق ذات اليد ..مشكلة زوجيه ..ألم الفراق ..حب أليم ...الخ
وفي الحديث الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مؤمن يعزي أخاه بما به إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة))
أخي وأختي /
تأمل هذه الآية وقف طويلا عندها وراجعها وانظر أين همك وتحسس العلاج فيها ...
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]
الأمن النفسي ...الأمن الاجتماعي ...الأمن المعيشي ...الأمن الجسدي لك ولغيرك.....
كل هذا دواؤه الصبر يا سادة لاصبر الاضطرار بل صبر الاختيار
صبر من يعلم أنه يتقلب بين يدي رحيم كريم
صبر من يعلم أن عاقبة الصبر أجر
صبر من يعلم أن عاقبة الصبر تمكين
الصبر الذي يولد العمل فالقلب موقن بأن ما عند الله خير
واللسان يردد "إنا لله وإنا إليه راجعون" واللسان يردد " ربنا أفرغ علينا صبرا"
والجسد يعبد ويشكر والجوارح تشهد أنني يا الله رغم البلاء فلن أخنع لشيطان هواي بل سأبقى معك وللأبد "((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له))
معك معك يالله وسترى مني يالله لسانا لايتبرم .......اسمع يارعاك الله اسمع يا من أحبه في الله
...روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبة وأخلفه خيرا منها))، قالت: ولما توفي أبو سلمة؛ قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله ثم عزم الله علي فقلتها – فما الخلف؟ - قالت: فتزوجت رسول الله )
الله أكبر بعد وفاة الزوج السكن المودة تصبر وتتجلد ولاتقول إلا ما يرضي الرب فيعوضها الله خيرا وهل خير من رسول الله !!!!!
نعم يا سادة الصبر الذي يقود إلى عمل لا الصبر الذي يُقعد ولايُسعد فهذا استسلام للردى وللموت قبل أوانه
هوّن عليك ..هوّني عليك أختي وتذكري أننا فقدنا أحب إنسان في حياتنا فلم نره ولم نحظى برؤيته ولكنا على خطاه سائرين منتجين غير متكاسلين رغم المصاب رغم الأسى رغم حزن القلب ودمع العين ولكن نعزي أنفسنا بفقد محمد صلى الله عليه وسلم
و فيما صح عنه النبي صلى الله عليه وسلم في سنن ابن ماجه: ((يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري؛ فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي))، نعم إن تذكر النبي وما حل بنا بفقده هو أعظم مصيبة..
فاصبـر لكـل مصيبـة وتجـلـدِ واعلـم بـأن المرء غير مخلد
فإذا ذكـرت مصيبـة ومصـابهـا فاذكـر مصابـك بالنبي محمـد
همومنا ..ابتلاءاتنا ..كُتبت وقُدرت لنرتفع بها عند الله لالنقعد بها عن الله
"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـٰكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "[الحديد:22، 23].
.........هل تعرف المرأة السوداء التي شهد لها الرسول بالجنة؟؟
عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ((ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى؛ قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي فقالت: إني أصرع وإني أتكشّف، فادع الله تعالى لي؟ قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك، فقالت :بل أصبر، فقالت: إني أتكشّف فادع الله أن لا أتكَّشف فدعا لها)) متفق عليه.
وقبل الأخيرهذه كلمات للمواساة من هنا وهناك:
...يقول الكواكبي : الحكيم من يبتهج بالمصائب ليقطف منها الفوائد
...يقول شكسبير : المهزوم إذا انتصر يفقد المنتصر لذة الفوز
...يقول الصينيون : لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكن يمكنك أن تمنعها أن تعشعش في رأسك
...الجزع عند المصيبة مصيبة أخرى
...يقول نصر بن سيار : كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر
وأخيرا اسمع لهذا الحديث الذي يسلِّي أهل المصائب(وليست دعوة لأهل العافية ليتمنوا البلاء فقد يأتينا ولانطيقه) ولكن من ابتلي فليصبر وليستمع لهذا الحديث ففيه تسلية لهم
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يصححه الألباني " ليودَّنِّ أهل العافية يوم القيامة أن تُقرض جلودهم بالمقاريض , مما يرون من ثواب أهل اليلاء" رواه الإمام أحمد
فهنيئا لمن صبر فظفر ويا حسرة أهل الجزع........
تحياتي لكم