بسم الله الرحمن الرحيم ..
أتى في ذهني وعبر ذاكرتي ان الدين الاسلامي دين عالمي دين أرسله رحمه للعالمين للإنس والجن ، فتخيل اخي القارئ مدى اتساع هذا الدين وليس لفئة فهو ليس كاليهودية والتي تحتقق بأن يكون الانسان يهودياً بالام وليس بالاب او بالاعتناق وهذا الذي يجعل اليهودية ترفع نحن شعب الله المختار ففيه انتقائية بحته ، وليس الشيعة بالفكر وليس كالنصارى بالضلالة وليس كالبوذية بالانطوائية ،فهذا الدين الاسلامي دين عــــالمي بما تحمل هذه الكلمة من معاني .بعد هذه المقدمة البيسطة لاحظت على البعض ان يجعل هذا الدين الاسلامي دين خاص ببلد معين ،ليس مقصوده ان هذا فقط للبلد وما غيره كفار لا اقصد ان فهم هذا الدين الصحيح في بلده فقط وهذا تفكير غير صحيح وتصور خاطئ ، ونلاحظ أيضاً انه يهاجم ويقصي الاخرين من هم على غير مذهبه او على غير مذهب أحد الأئمة التي يراه هو فنجده يتطاول على اهل بلد معين وعلى فهمهم وفتاويهم وهو للأسف غير مطلع وغير مدرك لشي أسمه فقه الاختلاف وليس الخلاف فيرى ان الشيخ فلان مخطئ وليس مخطئ فحسب بل مبتدع ربما يصل لحد الزندقة لأنه لا يتوافق معه في الفتوى ، والحقيقة ليس هذا طريقة اهل الحق وليس مذهب أهل السنة والجماعة فالتعصب وانتقاص من علم الاخرين ماكان هذا منهج اصحاب الفكر والرأي والعلم القويم ، ولقد مرر ذهني موجز تاريخي بسيط وجدت ان الاسلام بدأ في الجزيرة العربية وليس حكراً لها وانطلق لأرجاء المعمورة ورجع إلى الجزيرة العربية بعد موجة من التغيرات التي حدثت فيها ، مما مررت به هو الذين حفظوا تعاليم هذا الدين هم من غير العرب فثملا الإمام البخاري والأمام مسلم فالاول من بخارى والثاني من نيسابور فلقد سخر الله لهم حفظ الاحاديث الشريفة التي مازالت حتى الان نقرأها ونكتبها ونحفظها والتي تعلم منها علماء بلادنا الحبيبة وكذلك شيخ الاسلام ابن تيميه فقيل عن الارجح ان كردي الاصل ،فأين هم واين نحن . مشكلتنا ليس في البلد بل مشكلتنا في فهم فقه الاخرين ومذاهبهم .. ولقد وجدت في الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله الكثير من الحكم فلقد سئل رحمه الله عن مذهب الاحناف في الزواج فهم يقولون ليس من شروط الزواج موافقه ولي الامر فقال زواجهم صحيح على حسب مذهبهم. " كما نقل إليّ ". فهذا ما نريده عندما يكون يجد الشخص الاختلاف مع اخوانه المسلمين في طريقة ما او في فتوى ما لا يعني انهم مخطئين و إنهم في ظلالة لا بل قد يكون على حق لكن عدم فهمك جعل تنظر هذه النظرة . ولعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والموقف الذي حصل لبعض الصحابة رضوان الله عليهم عندما أمرهم الرسول صلى الله عليهم بأن لايصلوا العصر إلا في بني قريضة فجد الصحابة في المشي وادركهم العصر في منتصف الطريق فصلى بعضهم وبعضهم قال لا نصلي في بني قريضة كما قال الرسول فأخبروهم بأن مقصد الرسول كان منه هو الإسراع فقال الاخرين كلام الرسول صلى الله عليه وسلم واضح وصلوا قبيل المغرب فصلى المتأخرين العصر قبيل المغرب فأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلم يعنف احد منهم .. فهذا دليل على اختلاف مفاهيم الناس رغم وجود دليل واحد ، واتذكر قبل عدة سنوات موقف مشابه للعلامة ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله فالشيخ ابن باز يقول ان طواف الواداع بالنسبة للعمرة سنة وليست واجبة وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال ( وليكن اخر عهدكم في البيت ) فكان هذا في حجة الوداع والمقصود به الحج وليس العمرة ، وابن عثيمين رحمه الله يقول طواف الوداع للعمرة واجب والدليل (( وليكن اخر عهدكم في البيت )) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع اخبر واطلقها للعمرة والحج ..فننظر إلى فهم كل شيخ منهم مع استنادهم على دليل واحد ..والشي الاخر كما نعلم في السابق الاحاديث لا تنتشر في وقت واحد وفي سنة واحدة وكذلك تحقيقها .فالذي أرجوه اننا ندرك الاختلاف وان نقدر للاخرين فهمهم ولعلي اضيف معلومة هو الامام احمد رحمه الله لماذا نأخذ بمذهبه في بلادنا هو ان الإمام أحمد رحمه الله أتى بعد الائمة الثلاثة فهو رابعهم فأخذ من جميعهم فالشافعي رحمه الله كان الاول وبعده اتى الامام ابن حنيفة وبعده الامام مالك فلامام أحمد اخذ من هؤلاء الثلاثة ونقح مااختلفوا عليه وجمع ما اتفقوا عليه فلهذا نجد الإمام احمد اخذ من ثلاث مصادر في المذهب فنجد القليل ان الامام احد اختلف معهم وهذا ما جعل البلاد تأخذ في الظاهر وليس دائماً بمذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهذه نعمة من الله وعلينا ان نعذر الاخوة في غير بلادنا مذهبهم واختلافهم فهم على حق وفق ما اتاهم وما تعلموه مادام أن الشخص على عقيدة سليمة وعقيدة لا يشوبها انحراف ولا شرك فهذا هو أساس الإسلام ان نعبد الله ولا نشرك به شيئاً ..
وفي الاخير اتمنى إني وفقت في ايصال الفكرة مع تقدير أخوكم القباني