نجم النثرة والمعروف بالكليبين من نجوم الراعي الأول من مرخيات القلايد وهما ( النثرة والطرفة ) وسميا بذلك لأن أصحاب الإبل يشدون القلايد ( الشمالة التي توضع على أثداء الإبل ) يشدونها على بطونها في أول النهار ثم ترتخي بعد ذلك حيث يصغر بطن الناقة من شدة الحر والنثرة تسمى أنف الأسد حيث تطلع من ناحية الشرق فجراً وتغرب من ناحية الغرب مغرباً وعلامة طلوعها توسط الشرطين فجراً والقلب عشاءاً وبدايته 8/11 أغسطس ( آب ) وعدد أيامه (13) يوماً وهما نجمان واحد شمالي والآخر جنوبي من القدر الرابع خفيان بينهما شبه سحابة من النجوم الشامية وسميت نثرة لأنه يقع إلى جانب اللطخة ( قطعة السحاب ) نجمان صغيران هما عند العرب على منخري الأسد وتسميهما ( الحمارين ) وقيل إنها لما كانت أمام جبهة الأسد شبهت بشيء نثره من أنفه ويقال إنها فم الأسد ومنخراه سادس منازل الصيف وثامن منازل القمر وتقول العرب ( إذا طلعت النثرة أحمرّت البسرة وجني النخيل بكرة وآوت المواشي حجرة ويوشك بأن تظهر الخضرة ) وتقول أيضا ( الكليبين مد ومدين ) أي مايدرك من ثمار النخيل فإذا شوهد نجم الكليبين بالعين المجردة قبيل شروق الشمس حينما يخرج من حيز شعاع الشمس فإنك تستطيع أن تأخذ حفنة الرطب من مدي البسر الذي قد ازهى وفيه كذلك ( كنة سهيل ) وتقول البادية إن الجمل لا يحن للماء إلا في طلوع الكليبين ويقولون عنه ( محننات الجمل ) فموارد الماء تفقد نصفها عند ظهور ه ويغور ماء الحسيان والعقل بسبب حرارة القيظ حيث ترتفع درجة الحرارة ,والحسيان في كلام البدو جمع حسو والحسي هو البئر القريبة الماء المحفورة في أرض رملية منخفضة تحتها أرض غليظة صلبة تمسك الماء فلا ينفذ منها والعقل جمع عقلة وهي آبار يتراوح عمقها من 3 إلى 8 أمتار تنتشر في أواسط الوديان ويقول البدو إن الكليبين يرشفان ماء الآبار ( القلبان ) رشفا متسارعا خلال فترة ظهورهما من بداية الطلوع إلى آخر الظهور فتنضب المياه من الآبار قليلة العمق القريبة من السطح أما الآبار العميقة جمة المياه ( العدود ) فإنها لا تنضب مهما ارتشف منها الكليبان ،وفي هذا تقول العامة ( بين سهيل والمرزم نجم ييبس غزير الجمْ ) ومن المتغيرات أيضاً في هذا النجم أنه في أوله تكون درجة الحرارة مرتفعة استمراراً لفصل الصيف القائض مما يجعل الأفاعي تنتشر على سطح الأرض وتكثر السحب غير الماطرة والمسببة لكتمة الجو وهذا يجعل المزروعات تحتاج لكثرة السقيا، في آخر الكليبين يظهر نجم لامع تقريباً في 8/19 جهة الجنوب ولمعانه قريباً للمعان نجم سهيل لذا يظن أكثر الناس أنه نجم سهيل وسمي قديماً هذا النجم بـ ( سهيل الكاذب ) أو المحلف لأن أكثر الناس عندما يرونه يتحالفون بأنه نجم سهيل وهذا غير صحيح ، والرياح في هذا النجم غالباً ما تكون شمالية أوشمالية غربية مشوبة بالسموم وفي آخر الموسم تنصرف إلى الجنوب كبداية لموسم سهيل حيث يعتدل الجو قليلاً آخر الليل وتنكسر حدة الحرارة ويبدأ باطن الأرض بالبرودة ويتلطف الجو قليلاً خصوصاً في المساء ويستحب فيه تناول الأطعمة والأشربة الباردة ويستحب أيضاً الإستحمام عند كل غداة بالماء البارد وشرب المخيض من الألبان وينهى فيها عن أكل اليابس والحار ويقال إن كل يوم من نوء النثرة تظهر آفة لإفساد الثمر ويكثر في آخرها خراف التمر وتبدأ فيها الزراعات الخريفية المبكرة والعروات المبكرة من الخضروات والورقيات والدرنيات ويتم فيها قلع فسائل النخيل وزراعتها حتى نهاية شهر أيلول ( سبتمبر ) ويتم فيها جني ثمار النخيل حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) وينصح فيه بكثرة سقيا المزروعات ويزرع في منزلة النثرة فسائل النخيل والبطيخ والشمام والباذنجان والذرة الصفراء والقثاء والخيار والملفوف والقرع والكوسة والباميا والفاصوليا واللوبيا والبصل والفلفل وزهرة القرنبيط والسمسم والجزر واللفت والسبانخ والطماطم ( زراعة خريفية ) مع ملاحظة جعلها في موضع دافئ وفي هذا النجم تغور المياه السطحية ويرى سهيل في منتصف هذا الطالع قبل طلوع الشمس وتهدأ العواصف وتزداد الرطوبة ويبدأ نضوج الرمان وتبدأ فيه شتلات الطماطم والفلفل والباذنجان والبصل وتهاجر فيه الطيور الصغيرة مثل الدخل وطيور الخواضير والصفار .
ـــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية
العرض العادي
