نجم الطرفة وعدد أيامه ( 13 ) يوماً وبدايته 8/24 أغسطس ( آب ) النجم الثاني من مرخيات القلايد وأول نجوم سهيل وبداية التغير الفصلي حيث تبدأ الحرارة بالانخفاض تدريجياً ويبدأ الجو بالإعتدال ليلاً وفيه تستمر الشمس بميلها نحو الجنوب ويرى سهيل جهة الجنوب الشرقي متى كانت الأجواء صافية قبل الفجر وقبل طلوع الشمس ويأخذ ظهوره بالتقدم يوماًً بعد يوم وفي منتصف ديسمبر يرى في وسط السماء عند منتصف الليل لذا فأفضل وقت لرؤيتة تكون في ليالي أشهر الشتاء وخاصة في المربعانية حيث يشاهد طول الليل ،وعدد أيامه ( 53 ) يوماً وسمي بسهيل اليماني حيث قسّموا العرب الأوائل القبة الفلكية إلى نصفين شمالي ونسبوا نجومه إلى الشام وجنوبي ونسبوا نجومه إلى اليمن وقسّموا منازل القمر الثمانية والعشرين إلى قسمين ( 14 ) منزلة شامية وتقع إلى شمال سمت الرأس و ( 14 ) أخرى يمانية تقع إلى جنوب سمت الرأس ( السمت هي نقطة في السماء فوق رأس المشاهد ) وذلك بالنسبة لعروض مكة وما حولها إذ كان العرب يعتبرون سمت مكة وسطاً فما وقع شمالها فهو شامي نسبة للشام وما وقع جنوبها فهو يماني نسبة لليمن ونجم سهيل يقع في النصف الجنوبي من القبة الفلكية بالنسبة لأفق الجزيرة العربية لذا سمي بسهيل اليماني أو البشير اليماني وينقسم نجم ( سهيل ) إلى أربعة منازل تبدأ ( بالطرفة ) ومدتها ( 13 ) يوماً ويصبح الجو لطيفاً في الليل مع بقاء الحرارة في ساعات النهار ثم ( الجبهة ) وتمتد لمدة ( 14 ) يوماً وهي أول نجوم فصل الخريف ويبرد الليل ويتحسن الطقس نهاراً تليها ( الزبرة ) وتستمر لمدة ( 13 ) يوماً وفيها تزداد برودة الليل إلى درجة ينصح بعدم النوم تحت أديم السماء ثم ( الصرفة ) وهي آخر نجوم ( سهيل ) وتمتد لمدة ( 13 ) يوماً وسميت بذلك لإنصراف الحر عند طلوعها ونجم ( سهيل ) يعد ثاني أكثر النجوم لمعاناً في السماء بعد نجم ( الشعرى ) ومن علامات طلوعه وجود نجم الكليبين والمرزم ( الشعرى اليمانية ) من فوقه إذ يعد واحداً من أقوى النجوم ومن النجوم العملاقة العظيمة اللامعة بمجرة ( درب التبانة ) و( الطرفة ) التي هي أول نجوم سهيل سميت نسبه لطرف الأسد ورؤية سهيل تختلف ففي الجنوب يظهر في جازان ( 7 ) أغسطس وفي وسط المملكة في ( 24 ) أغسطس أما في شمالها فيظهر في ( 8 ) سبتمبر وتقول العرب فيه ( إذا طلعت الطرفة بكرت الخرفة وكثرت الطرفة وهانت للضيف الكلفة ) بمعنى أن خرفة التمر تبكر في وقت طلوعه وتكثر الطرفة عندهم وتهون الكلفة للضيف لكثرة التمر في ذلك الوقت كما تقول العرب أيضاً ( إذا طلع سهيل طاب الليل وأمتنع القيل ولام الفصيل الويل ورفع الكيل ) وقد وصفت العرب الأجواء التي تصاحب خروج سهيل بقولها ( إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل ونزل على أم الحوار الويل ) لأنه يفصل عن أمه وكان العربي إذا أراد ذلك أخذ بأذن الحوار واستقبل به سهيلاً يريه إياه ثم يحلف بألا يرضع من أمه بعد يومه ذلك بحجة أن أيام الحر والكلفة قد انتهت وبدأت أيام البرد ولطيف الهواء وتقول البادية ( سهيل يظهر بالسماء ويهيج بالقاع البعير ) وكان بعض من يعيش في الصحراء يسمي نجم سهيل بسفينة الصحراء حيث كانوا يسترشدون به وهم يتوجهون صوب الجنوب ونجم ( الثريا ) نحو الشمال كما يدل على القبلة في بلاد الشام وهو من النجوم المهمة التي تستخدم في الملاحة قديماً حيث يعتبره بعض الملاحين كنجم القطب الجنوبي وتقول الحاضرة عنه ( إنتبه لسهيل ياللبيب إذا زاد الماء بالقليب ) كما تقول العامة أيضاً ( سهيل مكذب العداد ) حيث يوجد له شبيه بنفس الشكل والاتجاه جنوب ويميل للغرب قليلا ويسمى (محلف) أو سهيل الكاذب ويقع عنه غرب بمسافة قليلة وموازي لنجم الجوزاء وهذا مايختلف عليه كثير من الناس بأنه هو نجم سهيل ويقول الأولين ( إذا طلع سهيل يبرد الماء ويطول الليل ) وتقول العامة ( إذا طلع سهيل تلمس التمر في الليل ) وأيضا قولهم ( الصيف أوله طلوع الثريا وآخره طلوع سهيل ) وهناك من يقول ( لا دلق سهيل لا تأمن السيل ) فعندما تكون الرياح جنوبية تبدأ رؤية الغيوم ويبدأ الوقت في البرودة مبكراً لذلك نجد أن الليل يبرد في الطرفة ويتلطف الجو خاصة بعد غروب الشمس وفي المساء ويتحسن الطقس نهاراً خصوصاً في الصباح والمساء مع استمرار الحر في وسط النهار والسموم ويبرد فيه آخر الليل مع مرور الأيام حيث تنكسر حدة الحرارة تدريجياً ويبدأ الجو بالإعتدال ليلاً أما الرياح في معظمها تهب من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية مع تواجد السحب والرطوبة وفي بداياته تأتي موجة من الحر تكون الرياح ساكنة مع بعض الرطوبة حيث فيها يتم نضوج مابقي من رطب النخل وتعتبر آخر موجات القيظ ثم بعدها تنكسر حدة الحرارة ويبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوباً وتبدأ الرياح القوية هبوبها حيث يطلق عليها هبايب سهيل حيث تعمل على تلطيف الجو ويبدأ الغزو النسبي الحاد للرطوبة المرتفعة من بداية أغسطس وتتزامن ذروتها مع طلوع هذا النجم وتستمر الى منتصف سبتمبر وفيه يطول الليل ويقصر النهار فإذا طلع نجم سهيل مع هبوب الرياح الجنوبية ( رياح الكوس ) فإن هذا مؤشر على أن هذا الموسم هو موسم أمطار أما إذا كان طلوع سهيل مصحوباً برياح شمالية فذلك يعني أن هذا الموسم قليل المطر وأن الأعشاب في الصحراء تبعاً لذلك تكون قليلة لذا يقولون ( إذا دخل سهيل بكوس أبشر بالمطر وإذا دخل بشمال ترى جايك المحل ) الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأساطير حول نجم ( سهيل ) فهو زوج الجوزاء وهو أخو الشعريان وهو من فتيان اليمن ومن المتغيرات فيه يفيء الظل ويبدأ نضج الليمون ويوجد فيه سائر الفواكه وينضج التمر ويكثر خرافه ونزوله إلى الأسواق والطرفة آخر نجوم الصيف وتغرس فيه فسائل النخيل والخضار فيه إبتداء نضج الرمان كما يزرع فيه البطيخ والشمام والبرسيم الخريفي والباذنجان والذرة الصفراء والقثاء والخيار والملفوف والقرع والكوسة والباميا والفاصوليا واللوبيا والبصل والفلفل وزهرة القرنبيط والسمسم واللفت والسلق والسبانخ والطماطم ( زراعة خريفية ) وتنشر فيه الأقمشة الصوفية لئلا يدخلها السوس وتهاجر في الطرفة الطيور الصغيرة مثل الدخل وطيور الصفار والسمان والخواضير والكرك وفيه بداية هجرة طائر القمري ( القميري ) وقبيل نهايته هجرة طيور الماء والصقور .
ـــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية
العرض العادي
