بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكـرام ..
سوف اتطرق عن موضوع من عنوانه معروف بالنسبة للتسلط الأبوي واعتقد إننا في مجتمع يعيش ويتحرك على النقد واسميه مجتمع ناقد وقد يختلف معي البعض في ذلك، واقول ناقد والسبب هو ارتفاع درجة المثالية والقيم وقياس الناس بها .. مثل الكرم الشجاعة و إلخ.فتمثل هذه القيم أداة ضغط على أفراد المجتمع فتنشأ الأسرة على أن تجعل أفرادها يعيشون وفق ضوابط معينه . لدينا في مجتمعنا نوع من التسلط الأبوي الكبير فالأب يصبح هو المسير لإبنه ويسير معه في كل شيء في حياته وقد تصل درجة التدخل في شئونه الخاصة حتى الزواج وهنا نبدأ في طرح الأسئلة مالذي يجعل الأب يتسلط على إبنه ويساهم بطريقة ما في تدمير شخصية إبنه؟ ولقد شاهدت الكثير من النماذج للتسلط الأبوي وبعضها مؤسف وكل ما كبر الإبن زاد التسلط ، وكلما تقدم الإبن نحو الاستقلالية كلما زادت الرقابة فمثلاً يتدخل الإب في تخصص إبنه في المرحلة الثانوية ويتدخل في الجامعة ويتدخل في الوظيفة ويتدخل في الحياة الزوجية ، وتكمن خطورة التسلط في مرحلة المراهقة لأن الشاب في هذه المرحلة الخطرة قد يلجأ إلى أمور خطرة منها الهروب من المنزل وقد تصل إلى المرض النفسي والمشاكل النفسية وقد تصل إلى الإنتحار ..
ولقد تطرق الدكتور طارق السويدان إلى عدة مثل هذا الامر فقال مخاطب الأباء انكم عندما ترغمون أبناءكم على تخصص معين فإنه ناتج عن فشلك أنت أيها الأب عندما كنت طالب فتريد من إبنك يحقق رغبتك .
و الحرص الزائد يولد الكثير من التسلط واحياناً يقتل ولقد ضرب أحدهم مثالاً بسيطاً وهو : ( عندما يمسك الطفل عصفوراً فإنه يمسكه بكلتا يديه ويضغط عليه من حبه وفي النهاية يموت العصفور بين يديه ) هكذا تعاملنا مع الأبناء لو تسلطنا عليهم فإننا نقتل أشياء كثيرة فيهم نقتل الإبداع، نمو الشخصيةوفق طبيعتها وميولها التي خلقها الله وعلينا أن نفرق بين الحرص المطلوب والحرص المفرط الغير منضبط ونفرق بين الحرية والتحرر وعلينا أن نفرق بين زماننا وزمانهم ..
واتذكر قصة تختصر علينا الكثير .. وهي أن طفلا أضاع مهر له فقال له والده إذا وجدته لا تمشي أمامه فيقلدك فتخطئ وتضيعا جميعاً ولا تمشي أمامه فلا يعرف أين يتجه ولا ولكن امشي خلفه وراقبه فإنه يعرف الطريق وإذا انحرف دله عليه .. فالمستفاد إن الأبناء مثل هذا المهر فإنه يعرف طريقه وماذا يريد وسوف يصل إلى هدفه ما علينا سوى مراقبتهم من بعيد لبعيد نوجه لهم النصح والمشورة عند الحاجة وعلينا أن نلعب دور الأصدقاء والأخوان والأباء كلما أحتاجوا إلينا ..
في الأخير تقبلوا تقدير أخوكم القباني .