أخي الكريم / حد الرهيف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع الشائق عن الخيل العربية الأصيلة وقد قال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول : خرجت علينا خيل مستطيرة النقع , كأن هواديها أعلام , واّذانها أطراف أقلام , وفرسانها أسود اّجام . وأخذ هذا المعنى الشاعر / عدي بن الرقاع فقال :
يخرجن من فرجات النقع دامية
= كأن اّذانها أطراف أقلام
ومستطيرة النقع الغبار الساطع , وهواديها أعناقها .
وذكر أعرابي فرسا وسرعته فقال : لما خرجت الخيل أقبل شيطانا في أشطان , فلما أرسلت لمع لمع البرق , فكان أقربها ( أي اقرب الخيل ) اليه الذي تقع عينه من بعد عليه .
وقال أعرابي في فرس الأعور السلمي :
مر كلمع البرق سام ناظره
يسبح أولاه ويطفو اّخره
فما يمس الأرض منه حافره
سئل أعرابي عن سوابق الخيل , فقال : الذي إذا مشى ردى , وإذا عدى دحا , وإذا استقبل أقعى وإذا استدبر جبّى , وإذا اعترض استوى . والرديان هو : أن يرجم الأرض رجما بين المشي الشديد والعدو . ودحا دحوا : أي رمى الفرس في سيره بيديه لا يرفع سنبكه عن الأرض . وجبّى : أي انكب على وجهه .
وذكر أعرابي خيلا فقال : والله ما انحدرت في واد إلا ملأت بطنه , ولا ركبت اللجام الا أسهلت حزنه .
وقال أعرابي : خرجت على فرس يختال اختيال النشوان , نسوف للحزام , مهارش للجام , فما متع النهار حتى أمتعنا برف ورفاهه . ومعنى متع النهار : ارتفع وبلغ غاية ارتفاعه قبل الزوال .
سمع أعرابي يصف خيلا فيقول : سباط الخصائل , ظماء المفاصل , شداد الأباجل , قب الأياطل , كرام النواجل . والخصائل جمع خصيلة : وهي كل قطعة من اللحم مستطيلة أو مجتمعة . والأباجل جمع أبجل : وهو عرق غليظ في الرجل أو اليد يريد أنها شداد القوائم . والأياطل جمع أيطل : وهو الخاصرة . والنواجل جمع ناجلة , من نجلته : أي ولدته .
ووصف بعض الأعراب فرسا فقال : قد انتهى ضموره , وذبل فريره . وظهر حصيره , وتفلقت غروره , واسترخت شاكلته , يقبل بزور الأسد , ويدبر بعجز الذئب . والفرير : موضع المجسة من معرفة الفرس . والحصير : عرق يمتد معترضا على جنب الدابة الى ناحية بطنها . والغرور : الغضون التي في جلده . والشاكلة من الفرس : الجلد بين عرض الخاصرة والثفنة .
منقول بتصرف وأنت سالم وغانم والسلام .