كاتب القبيلة المعروف والإعلامي المميز والقدير الإستاذ مطلق العساف وفي عاموده الإسبوعي المعنون بـ (حرف آخر) المسطر بجريدة عكاظ
كتب يوم الأربعاء 22/12/1430هـ
الموافق9/12/2009م مقال عن (الرقابة)
دعونا نستمتع بماكتبه أبوعساف
الأمر الملكي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في فاجعة جدة، انطلق من الثوابت التي يؤمن بها خادم الحرمين الشريفين واتخذ منها منها أساسا لقيادة البلاد والعباد، فاهتمامه ــ حفظه الله بإنسان هذا الوطن، سلامته، أمنه، حماية أملاكه ومكتسباته، إرضاء لله وأداء للأمانة التي عاهد الله عليها ــ فعل يعايشه المواطن كل يوم ويلامس تفاصيل حياته ويتجسد وترتفع وتيرته كلما لاح ما يستوجب وقفة حازمة حانية من الملك الإنسان.
إن أمرا ملكيا يصدر بإجراء تحقيق موسع مع المسؤول كائنا من يكون رسالة واضحة قوية؛ رسمت ملامح غد أكثر إشراقا وشفافية واستشعارا للمسؤولية روحا ومعنى .وبالقدر نفسه تبرز أهمية الرقابة كفعل أساسي يسبق مهمة التحقيق.
ذلك أن تفعيل دور الرقابة والمطالبة منها كجهة بتوسيع نشاطها، والبحث عن آليات أكثر دقة وصرامة تمكن المسؤولين فيها من التغلغل داخل كل قطاع وجهة، والتواجد في الميدان، وأينما اقتضت الضرورة تواجدها لمتابعة كل شيء، بدءا من التخطيط وعدم الاهتمام والتقصير في التنفيذ وانتهاء بالرقابة على الأموال والمكتسبات ومحاربة الفساد.
هذا القرار المكتظ بالشفافية والوضوح والمسؤولية وطلب الاستعجال في تنفيذه من أجل إصدار قرارات لها انعكاس وأثر ورضا، وكشف من هم يعمل ويتعامل من أجل المصلحة الخاصة والتلاعب في أموال الدولة وعدم القدرة على العمل وتنفيذ المطلوب في كل مجالات الخدمات وغيرها.
إن ما حدث في جدة وما رافقها من تحرك واسع على مستوى القيادة الرشيدة رسم أمامنا ملامح مرحلة جديدة، ستسعد دون شك كل باحث عن الحق والعدل والإنصاف وتسوء كل من قدم مصالحه على مصالح الوطن والأمة، وولغ في أموال الوطن بالباطل، واتخذ من المسؤولية والثقة التي أولاها إياه ولي الأمر مطية للوصول إلى مآربه المشبوهة وتحقيق تطلعاته على حساب الضمير والأمانة والوطن والمواطن.
كارثة جدة.. رحم الله الموتى وألهم ذويهم الصبر وأعان الله المتضررين جاءت درسا وجاء الأمر الملكي قوة دامغة واهتماما بالمسؤولية والأمانة.