تعالت أصوات فهد ورفاقه وهم يضحكون في منزل صديقهم عبدالرحمن ؛ الذي أعد لهم
وليمة بمناسبة ترقيته الجديدة .
وكان الضحك بسبب صديقهم سلطان الذي كلما تقابلوا معه أخذ يتذمر من حياته
الزوجية وأنه لا يعرف طريقة لإرضاء زوجته رغم الحب المتبادل بينهما .
وقال سلطان في ضجر والله يا فهد ما أعرف كيف أرضيها ؟ بالرغم من الجهد الجبار
الذي أبذله في سبيل إرضائها ولكنها دائماً تقول : أنت لم تعد رومنسياً كما كنت سابقا!!
هل تريدني أن أكتب لها خطاب غرامي كل يوم قبل النوم مثلاً ؟!) .
أجابه فهد ضاحكا ( لا ياسلطان لايشترط أن تكون الرومانسيه عند الزوجات بالخطابات
الغرامية أو الرسائل المليئة بعبارات الحب والهيام ، ولكن يكفيك هدية صغيرة
عبارة رقيقة وهكذا ) .
اعتدل سلطان في جلسته وبدت عليه الجدية وقال : ( طيب أخبرني يا فهد بالله عليك
فقد تعبت من الجهد الضائع الذي أبذله لإسعاد زوجتي ) .
قال فهد في هدوء : ( أتعلم يا سلطان أن النساء لا يتعاملن مع الهدايا باعتبار قيمتها
أكثر من تعاملهن معها باعتبار عددها وتعبيرها عن الحب ؟ )
قال سلطان وقد بدى عليه عدم الفهم : ( ماذا تعني ؟ ) .
قال فهد : ( أعني أنك لو تهدي لزوجتك وردة كل أسبوع أو هديه صغيرة لا تكلفك
بضعة ريالات أفضل عندها بكثير من أن تهديها هدية غالية الثمن كل ثلاثة أشهر
وهذا ما جربته بنفسي مع زوجتي فكل أسبوع أهديها وردة أو كتيباً صغيراً
أو بعضاً من أدوات الزينة غير المكلفه ؛ ولن تتخيل حجم السعادة التي تكون فيها عندما
أعطيها تلك الهدايا الصغيرة ).
بدا سلطان مقتنعاً بالكلام وقال : ( طيب سأجرب طريقتك هذة يا فهد لعلها تنجح
بإذن الله ؛ ولكن يبدو أنك على حق ، فهي بالفعل كثيراً ما تخبرني أشياء من هذا
القبيل ولكني كنت أتجاهلها ) .
قال فهد : ( جرب ولن تخسر شيئاً بل بالعكس ثق تماماً أن النساء يعشقن هذة
النوعية من الهدايا الصغيرة المتكررة عوضاً عن الهدايا الكبيرة التي لا تأتي إلا
في المناسبات ) .
ورود الحب :
في إستبيان قدم للزوجات وكان من ضمن أسئلته :
أيهما أحب للمرأة ؛ أن يشتري الزوج أربعاً وعشرين وردة ويقدمها لزوجته في يوم
واحد ؟ أو يشتري أربعا وعشرين وردة ويقدمها مقسمة على أربع وعشرين يوماً ؟
فكان الجواب بالإجماع من الزوجات أن يشتري لها كل يوم
وردة على مدار الأربع وعشرون يوماً .