الجوازات السعودية تفتح تحقيقا مع السياح السعوديين بعد عودتهم من تايلاند
الجوازات» تفتح تحقيقا معهم بعد عودتهم منها.. ومكاتب السفر السياحية تروج لها
الرياض: تركي الصهيل
إن كنت سعوديا، وتفكر في الذهاب إلى تايلند للسياحة، فعليك إعادة التفكير في الذهاب إلى هذه المحطة، لأنك ستواجه عند العودة إلى بلدك الأصلي، وتحديدا عن تجديد جواز السفر، تحقيقا في مديرية الجوازات لذهابك إلى ذلك البلد، قد يصل في نهاية الأمر، إلى منعك من السفر لمدة معينة، وتغريمك مبلغا من المال.
في المقابل وقع سياح سعوديون كثر، صيف هذا العام، فيما بدا يطلق عليه «فخ» الذهاب إلى تايلند، ساعدهم في ذلك ظروف عدة، أهمها: ترويج مكاتب السفر السياحية العاملة في البلاد، للمحطة التايلندية، وهو ما جذب عشرات العائلات السعودية للسفر إلى هناك.
وتحظر السلطات السعودية على مواطنيها السفر إلى عدة دول، ومنها دولة تايلند. إلا أن مكاتب السفر السياحية في البلاد، عمدت منذ بداية موسم الصيف الحالي، الى الترويج لبرامج سياحية في بانكوك، وغيرها من الجزر والمدن التايلندية، عبر إعلانات تصدرت واجهات تلك المكاتب السياحية، فضلا عن الإعلانات التجارية المدفوعة في الصحف المحلية. وكون ذلك انطباع لدى المواطنين السعوديين، من أن السفر إلى ذلك البلد أصبح متاحا الآن.
لكن مصدرا مسؤولا في الجوازات السعودية، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن سلطات بلاده لا تزال تمنع السفر إلى تايلند، وأن السفر إلى هناك يعد مخالفة، تتم المعاقبة عليها.
من جانبه، قال الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجموعة الطيار السياحية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تردهم أية توجيهات من المديرية العامة للجوازات، أو أي جهة حكومية ذات علاقة، تفيد بعدم الإعلان عن البرامج السياحية الخاصة بتايلند.
وذكر الطيار، أن مجموعته، التي تعد من كبريات المجموعات السياحية في البلاد، شرعت بالترويج للبرامج السياحية لتلك الدولة. وذكر «نحن نبيع برامج سياحية لجميع الفئات، سواء كانوا أفرادا أو رجال أعمال، ولم يرد إلينا من الجوازات ما يفيد بضرورة الكف عن هذا الأمر».
وواجهت المديرية العامة للجوازات سياحا سعوديين عادوا من تايلند، ورغبوا في تجديد جوازاتهم، بتحقيقات فتحتها معهم لجان مكلفة في هذا الأمر، لتقصي الأسباب التي دفعتهم في الذهاب إلى هناك.
وأنزلت لجنة التحقيق التابعة للجوازات السعودية والمكلفة التحقيق بكل المخالفات التي يرتكبها المواطنون في الخارج، من فقدان جواز السفر أو الإساءة إلى سمعة البلاد، وغيرها من المخالفات، أنزلت عقوبات بحق سياح سعوديين ذهبوا إلى تايلند، وصلت في بعضها إلى حد المنع من السفر لمدة عام.
ولم يبد ناصر الطيار معرفته بالعقوبات التي تنزل بحق السياح السعوديين الذين يتوجهون إلى تايلند. وقال «إن كان هذا صحيحا، فيجب تنبيههم لهذا الأمر. ولا يجب السكوت على ذلك».
ونفى مصدر في الجوازات، أن يكون مواطنو بلاده على غير علم بمنع السلطات السعودية لهم من التوجه إلى تايلند. وقال «أكاد أجزم أن 99 في المائة من الشعب السعودي على علم بهذا الأمر».
في ذات السياق، ذكر المواطن عبد العزيز الجييري، وهو أحد من أنزلت لجنة التحقيق التابعة للجوازات السعودية بحقه وحق زوجته غرامة مالية تقدر بـ1000 ريال، بواقع 500 ريال عن كل منهما، إضافة إلى منعهما من السفر لمدة 6 أشهر، أنه لم يكن يتصور أن السفر إلى ذلك البلد ممنوع على الإطلاق، بالنظر إلى كافة المعطيات التي اتخذها قبل سفره.
وقال «لقد كنت نظاميا في كل شيء، حتى أنني تسلمت تأشيرة الدخول إلى تايلند من سفارة بانكوك في الرياض، ولم يذكر لي أحد أن السفر إلى هناك ممنوع على الإطلاق».
ومن الأشياء التي دعمت تصور الجييري بأن السفر متاح إلى ذلك البلد، كثرة العائلات السعودية التي شاهدها في بانكوك، حتى قال: إن بعضهم تسلموا تأشيرات دخول البلد من نفس المطار التايلندي، مضيفا «إذا كان السفر ممنوعا إلى تايلند، فلماذا يتم الترويج للسفر إلى هناك من مكاتب عاملة في السعودية». وأخذت الجوازات السعودية، تعهدا على الجييري وزوجته، بعدم تكرار الذهاب إلى تايلند مرة أخرى. ولا تخالف الجوازات السعودية، مواطنيها الذين يتخذون بانكوك محطة مرور نحو بلدان آسيوية أخرى. وقال المصدر في هذا الصدد: «إن كانت بانكوك محطة مرور للسائح فنحن نتجاوز عن هذا الأمر، باعتبار أن تايلند باتت محطة مرور قوية لكثير من البلدان الآسيوية».
جريدة الشرق الأوسط ، 27-7-2007م