قبل رمضان: تذكروا هؤلاء
1- أولئك الأطفال لآلاف الأسر الذين يحلمون ليلة الإفطار الأولى من رمضان بوجبة مختلفة من شاكلة موائدنا التي حولت هذا الشهر إلى موسم لاستعراض الموائد. تذكروا من كان على حياة أحمد أو سلمان، اللذين لم يعرفا طعم ما يسمعان عنه من موائد الجيران في العام الماضي إلا بعيد الليلة السابعة على يد محسن كريم. تذكروا وأنتم تذهبون للأسواق من أجل حاجيات رمضان، أن تشركوا معكم ولو مرة وحيدة في العام أسرة من الشارع المجاور أو من الحي الأقرب. تذكروا أن تلفتوا لمثل هؤلاء الأيامى. حاولوا أن استطعتم أن يكون لكم هذا الشهر الفضيل موسم إعالة لعائلتين: لعائلتكم أولا، ولمن تختارونه في زمن صار للأسف الشديد كثير منا لا يعرف من فرط التخمة أن بالجوار القريب أطفالاً لا يعرفون من الحياة تعريف الفرحة.
2 -تذكروا بعض أولئك النساء اللواتي يمر الشهر بعد الشهر ويكتمل العمل اثني عشر هلالا دون أن تقطف أيديهن ورقة نقدية واحدة.
تذكروا تلك المرأة الشريفة التي خزنت تحت فراشها مئتي ريال لستة أشهر واحتفظت بها تحسبا أن يحرجها الزمن في علبة دواء أو أن يدهمها ضيف من الأقارب لتتقرب إلى إكرامه ولو حتى بدجاجتين. تذكروا، وأقسم بالله، تلك الفتاة التي قصت شعرها لأن أهلها لا يمتلكون قيمة علبة (الشامبو) من أجل شعرها الطويل.
3- تذكروا عشرات المطلقات اللواتي يمر بهن رمضان بعد رمضان ويصلن لرمضان العاشر حتى دون أن يعرفن ما إذا كان أطفالهن مع الزوج السابق أحياء أو أمواتاً. تذكروا غلظة القلوب وسواد الأكباد ثم تذكروا أن بيننا من هؤلاء من اختصر كل أحلامه في كل هذا العمر الطويل من أجل حلم وحيد: أن تشاهد رضيعها الذي سرقه الزوج القديم وأن تتحسس وجهه بعد أن بدأت به أطراف الشوارب. تذكروا أن كل ما عليها فان وأن الباقي هو وجهه الكريم، إذا كان فينا من يحلم بلقاء وجهه عز وجل.
** المقالة أعلاه للكاتب / علي سعد الموسى