سماحة المفتي العام في.............................
الرياض (سبق) :
أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على ضرورة التزام الدعاة إلى الله الهدوء والأناة والتبصر بالواقع في الدعوة إلى الله وألا يعطوا الفرصة للأعداء للنيل من الدعوة أو الانقضاض عليها، وعدم إعطاء أي فرصة للحملات الإعلامية التي تعادي ديننا وعقيدتنا والمسلمين، وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إن الدعوة تحتاج إلى صبر وبصيرة ورؤية ومنهج صحيح متكامل يراعي الظروف المحيطة، وأشاد المفتي العام بالمؤسسات الخيرية والدعوية ودورها في العمل الخيري وتعرض للظروف التي تعرضت لها وقال: إن هذه الظروف سوف تنتهي، وسوف تستمر هذه المؤسسات في أداء الدور المنوط بها، وذكر سماحته أن الدعاة قصروا في واجب الدعوة في الوقت الذي وجدنا فيه المنصرين والقساوسة يجوبون الأماكن البعيدة في إفريقيا وغيرها، من أطباء منصرين ومهندسين منصرين يقدمون الخدمات للناس ويحولونهم عن دينهم. جاء ذلك في اللقاء المفتوح للمفتي العام بالندوة العالمية للشباب الإسلامي يوم الخميس 17/5/1429هـ، والذي أداره الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة، وقد ألقى المفتي العام كلمة تحدث فيها عن العلماء ودورهم المنوط بهم في هذه المرحلة، وأهمية الدعوة إلى الله، ثم جرى حوار مفتوح بين العاملين في الندوة والمفتي العام أداره الدكتور الوهيبي.
في البداية تناول المفتي العام الآية الكريمة "إنما يخشى الله من عباده العلماء" ودور العلماء في ربط الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا أمر ضروري فخشية الله هي الخشية الحقيقية المتمكنة في القلب، وإن العلماء هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله والذين عرفوا الحق وهدوا إليه وعرفوا الباطل وحذروا منه، وميزوا بين الحق والباطل.
وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إن العلماء ليسوا علماء لسان ولا علماء دنيا ولا مناصب ولا جاه ولا مال، بل هم العلماء بالله، العارفون بدين الله وشرع الله.
وقال المفتي العام إن موقف الناس من كتاب الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام منهم من هو ظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق إلى الخيرات، وإن الذي ظلم نفسه عمل أعمالاً صالحة وأخرى سيئة ولكنه ظلم نفسه، وهذا لابد أن يتوب توبة نصوحاً.
وأضاف المفتي العام قائلاً: إن أمة الإسلام أمة واحدة، عقيدتها واحدة، ونبيها واحد، واختارها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس، واختار لها نبيها وهو خير الخلق أجمعين، واختار لها كتابها العزيز، وذكر الله خصائصها من أخلاقها وفضائلها، ولابد أن تعرف هذه الأمة فهي فوق الأمم، وهي المنوطة بالخيرية، وقد اختارها الله عز وجل من بين الأمم جميعاً لتكون ذلك، وأن تكون بيدها القيادة والريادة، ويكون لها في الأرض المكانة اللائقة فلا تداهن غيرها ولا تمجد غيرها، وتوقن تماماً أن الأنبياء جاؤوا بالحق ولكن هذه الأمة مع تأخر زمانها هي الأمة الوحيدة التي يجب أن يكون لها المكانة الرفيعة العالية بهذا الدين وهذا النبي.
وتعرض المفتي العام لوحدة الأمة وقال: إن الشريعة جاءت لتوحد الأمة وتربطها برباط الإسلام، والأخوة الصادقة هي التي تملي على أهلها المحبة والمودة، والتعاون، وأن دين الإسلام هو العدل والرحمة والإصلاح، وجاء ليصلح البشرية ويتكيف مع كل عصر، وقد عاش المسلمون قروناً عديدة يلتزمون بشرع الله ولا يلتفتون لسواه لأنه الدين الكامل.
وأكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن الدعوة إلى الإسلام أمرها واضح والدعوة للدين والشريعة أمر سهل إذا صدقت النية وحسنت السريرة وبيان محاسن الدين، وطالب المفتي العام الدعاة بوضع المخططات الطيبة التي تكفل دعاة الإسلام وإيصال كلمة الحق من خلال برامج دعوية وتربوية تبدأ من رياض الأطفال والتعليم في المدارس والمؤسسات الدعوية وبناء المساجد ومساعدة المحتاج، وأضاف: لقد سبق المنصرون إلى استخدام الأساليب المختلفة واستطاعوا التأثير في العالم، فالأطباء المنصرون أثروا في الناس، وكذلك المهندسون النصارى، ومن ثم لابد أن يكون هناك منهج واضح للدعاة يسيرون عليه لإيصال كلمة الحق.
وقال المفتي العام إن الدعوة موجودة في قلب كل مسلم والأمور تحتاج إلى الصبر والمنهج السليم.
وعبر المفتي العام عن التعاون الوثيق بين البحوث العلمية والإفتاء والندوة العالمية للشباب الإسلامي وقال: نحن والندوة شيء واحد والتعاون وثيق بيننا والحمد لله، وأعلن استعداده عن تلبية أي دعوة توجه إليه من الندوة العالمية للشباب الإسلامي وقال: أنا مع الندوة دائماً.
وقال المفتي العام إن الدعاة إلى الله قصروا في الدعوة إلى الله، ولابد أن نجد جميعاً ونجتهد في إيصال هذه الدعوة للناس أجمعين، ونريد وحدة الصف ولا نريد أن ينتشر الخلاف والشقاق، ولا يجب أن تكون هناك فواصل أو حواجز بين العاملين في مجال الدعوة، ودعا المفتي العام القيادات الفلسطينية إلى وحدة الصف، ودعم المحاصرين في غزة وقال: إن الحصار استمر أكثر من عام والوضع صعب جداً.