نجم الرشا ( الكنّه )( الذراع الثاني )

نجم الرشا آخر النجوم اليمانية وسمي بذلك تشبيهاً بالرشاء وهو الحبل وعدد أيامه ( 13 ) يوماً وبدايته 4/29 إبريل ( نيسان ) وقبل هذا التاريخ بيوم أي في 28 إبريل ( نيسان ) بداية الكنّه ( كنة القيظ ) وعدد أيامها ( 39 ) يوما وفيها كنة الثريا أي وقت إختفاء الثريا ( الخفوق ) حيث تشاهد فجراً متدلية نحو الأرض وقريبة منها في جهة الغرب الشمالي وسرعان ما تخفق وتختفي نهائياً من السماء للمدة التي ذكرناها سابقاً وتسمى مدة الإختفاء هذه بـ ( الكنة ) والذي لا تشاهد فيه الثريا ولا ترى بسبب توهج الشمس وضوء النهارإلا بعد بداية القيظ في فجر ( 7 ) يونيو حيث تكون واضحة للعيان بعد كنتها وغيابها تلك المدة حيث يتمكن من رؤيتها جهة الشرق ويقول العامة حول خفقت الثريا وطلوعها ( لا خفقت الثريا ثم وايقت كل خضراء ودعت بسلام ) يعني معنى ذلك أن الثريا إذا خفقت ثم وايقت فإن كل عشبة خضراء قد ودعت بسلام حيث أنها يبست وانحمست بفعل حرارة شمس الصيف اللاهبة ومن خواص هذا النجم أنه مجموعة كواكب كثيرة يمانية في مثل بطن السمكة وسمي بـ ( بطن السمكة ) نظراً لوقوعه ضمن مجموعة نجوم كثيرة خافتة ونوءه محمود وهو غزير المطر إذا أمطر بإذن الله في دخوله أيام مطر ( نيسان ) وتعتبر ( الكنة ) من أيام المراويح خاصة النصف الأول منها و ( المراويح ) هي السحب الرعدية التي تتكون بعد الظهر وفي المساء ،ومن خواصة كذلك انعقاد اللؤلؤ في الصدف من ذلك المطر النازل ويستوي فيه الليل والنهار وهو الاستواء الربيعي ويعتدل فيه الجو ليلاً ويميل إلى الحرارة وقت الظهيرة وهي فترة انتقالية تأخذنا بالتدريج من فصل الربيع إلى فصل الصيف وفي الرشاء يحمد غرس النخيل ويعرف عند العامة وخاصة أهل الحرث بالذراع الثاني إذ تهب فيه رياح عالية يسميها العامة ( بارح المشمش ) ويعقبه كوكب الثريا وتقول العرب ( إذا طلعت السمكة تعلقت بالثوب الحسكة وأمكنت الحركة ونصبت الشبكة وطاب الزمان للنسكة ) ففي هذا الوقت يشتد ويقوى النبت بحيث يعلق الشوك بالثوب وتنصب الشباك لصيد الطير ويطيب الزمان للنساك الذين يحلون بالأرض فلا حر ولا برد فيه قوة فصل الربيع واستحكامه وهو المنزلة الخامسة من منازل فصل الربيع وفيه إمتداد ماء الفرات وفيه باكورة اليقطين ( القرع ) والتفاح وفيه غرس أفراخ النخيل ولا يزرع به القت ( البرسيم ) تتدلى فيه قنيان النخيل بعد مرور ثمانية أسابيع من نهاية التلقيح وفيه جني ثمر البن في مناطق جنوب المملكة وجمع الخيار والقثاء والمشمش وعسل النحل ويتم فيه تقليم السدر بعد جني الثمار وتسمد فيه الأشجار ولزيادة حجم التمور يضاف سماد dpfb للنخيل وتضاف فيه الجرعة الثانية للأسمدة الكيماوية للحمضيات والعنب والتين والرمان ،ويزرع فيه البطيخ والأرز والشمام والخيار والخس والبقدونس والذرة والسبانخ والنعناع والكراث والعنب والرمان والتين والفلفل والباميا واللوبيا والفاصوليا والبصل والكراث والملوخية والرجلة والفول السوداني والسمسم بالإضافة للقطن والقرع والكوسة والباذنجان والفجل والطماطم وفي هذا النجم تكثر الطيور كالقمري والصفاري والغرانيق وتهاجر فيه طيور الصفار والخواضير والطيور الصغيرة ويسمع فيه وقت الظهيرة صفير صغار الجراد ( الورار ) .

ــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية