هو أكبر وتر في الجسم ويقع في أسفل الساق من الخلف ليربط العضلات الخلفية للساق بعظام الكاحل.
وسمي هذا الوتر بوتر أخيليس لأن الأسطورة اليونانية تقول إن المحارب اليوناني المشهور خلال حروب طروادة والمعروف بأخيليس كان فائق القوة والمناعة الجسدية فيما عدا منطقة واحدة ضعيفة كانت السبب في مقتله وهي منطقة الوتر المذكور والمعروف من وقتها بوتر اخيليس. والواقع هو أن هذا الوتر كبير وقوي جداً ويستطيع تحمل مجهود يوازي الألف رطل. ولكنه في نفس الوقت أكثر وتر عرضة للتمزق والانقطاع والالتهاب نتيجة أسباب عديدة من أهمها بذل المجهود الرياضي العنيف والمفاجئ كزيادة مسافات الجري بدون تدرج فيها وبدون إحماء كاف أو نتيجة الجري صعوداً أو تقلص العضلات العنيف والمفاجئ أو انعدام اللياقة والمرونة في العضلات أو نتيجة إصابة مباشرة للوتر أو نتيجة ضعف في الوتر كما يحصل في بعض الرياضيين الذين يستخدمون عقارات الستيرويد لنفخ وتضخيم العضلات. أما بالنسبة للأعراض فهي تظهر على شكل آلام عند المشي أو الجري وثقل في حركة الرجل. هذه الآلام قد تنتشر وتمتد لتشمل الجزء الخلفي من الساق وتسبب عرجاً واضحاً عند المشي خصوصاً في الصباح وعند أخذ الخطوات الأولى بعد النوم.
أما الحالات الشديدة والتي يتمزق الوتر فيها تماماً فإن المريض يصبح عاجزاً عن المشي على القدم المصابة. وعادة ما يتم التشخيص بعد الفحص السريري ويضاف إلى ذلك أشعة رنين مغناطيسي أو أشعة صوتية عند اللزوم. أما العلاج فيكون بالراحة وأخذ الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة للآلام وعمل جلسات علاج طبيعي. وقد يلجأ الطبيب المعالج إلى استخدام جبيرة طبية للساق والقدم لفترة من الوقت لإراحة الوتر. وعلى المدى الطويل ينصح المرضى بالتدرج في ممارسة الرياضة والمحافظة على الإحماء للعضلات وعمل تمارين إطالة للعضلات بشكل روتيني. أما التدخل الجراحي فنحن نلجأ إليه في الحالات التي يكون تمزق الوتر فيها كاملاً وذلك لإصلاح الوتر وخياطته جراحياً. كما أن اختيار الحذاء الرياضي المناسب مهم جداً حيث يجب أن تتوفر فيه خاصية امتصاص الصدمات خصوصاً عند منطقة الكاحل.
* د. ياسر محمد البحيري استشاري جراحة العظام والعمود الفقري