بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن بعث نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم هادياً للعالمين إلا وحدث تغير في العالم أجمع وبدأت حركة كبح الباطل ورد الظالم وبدأت العرب يشعرون بالقيمة الحقيقة لهم بعد أن كانوا يعبدون الحجر واصبحوا يعبدون ربهم ورب الحجر والشجر ، فتغيرت المفاهيم وتغيرت الأساليب وتغيرت الأهداف وتغير التعامل وكما قال أحد علماء الغرب إن العرب قبل الإسلام كانوا وحوش تعيش في الصحراء ومع الإسلام أصبحوا يمسكون مشاعل النور والعلم . عندما يكون الإنسان قابل للتغير وجاهز وعندما تكون الصفات الحميدة موجودة في الأساس يعطي الإسلام بُعد أخـر وهو الأجر والمثوبة . ما إن وطأ الإسلام أرض إلا وتتغير هذه الأرض من البيئة وحتى العقول فتكون أكثر إيجابية و أكثر انتاجية . عندما كان الإسلام هو الإمبراطورية السائدة كان العالم يعيش في سلام ووئام لأن الدين هو الأساس ولأنه دين رباني دين إنزل من أجل العدل ودين يقدم التسامح على الأخذ بالحق ويقدم الرحمة على العقوبة ويقدم العطاء على الأخذ وهكذا فكان العالم يعيش الهدوء فالصراعات بين الدول اختفت وظهر صراعات طيبيعة يتحتمها الموقف مثل الصراع على الفتوحات مع إنها كانت قليلة ولكن كانت حاسمة فدخل المسلمون الأندلس وكان الوضع يسير لهم فكان الاندلسيين ينتظرونهم ودخل الإسلام اندونيسيا عن طريق التجار ودخل الهند والسند بمعارك قليلة وانتشر في المغرب بكل يسر فلم تشهد أي صراعات أو أخذ ثروات البلاد فكانت المواطنه وحفظ الحقوق لغير المسلمين وفق شرع الله الذي خلقهم ..فلم يشهد العالم أعدل من المسلمين في الحكم ولا في القتال ولا في المعاملة .
الذي دعاني لهذا الموضوع هو التفكر في كيف وصل الغرب إلى افريقيا وإلى القارة الأمريكية وإلى القارة الهندية وشرق آسيا .. وجدت إنهم وصولوا بعد سقوط وضعف آخر خلافة إسلامية وهي الخلافة العثمانية التي هي امتداد الخلافة الأموية والعباسية ، ما إن سقطت حتى إنطلق الصليب الغربي كالكلب المسعور في أرجاء هذا الجسد الكبير وفي أرجاء العالم ينهش جسد الأمم والدول والجماعات فنهشت بريطانيا الهند وفرقت باكستان وزرعت اليهود في وسط الجسد العربي الاسلامي ووضعت حكومات هزيلة تحركهم من بعيد، ونهشت هولندا أندونيسيا وقتلت الألاف منهم واحتلت فرنسا افريقيا ولا ننسى ماذا فعلت في الجزائر ..وماذا فعلت إيطاليا في ليبيا وتاريخهم حافل بالقتل والتدمير وأخذ خيرات البلاد ..وقبل هذا كله كانت أمريكا الجنوبية والشمالية فعندما وطئت قدم الغرب الصليبي أرض أمريكا ركّع الهنود الحمر بشتى الوسائل لا هوادة ولا رحمة وحرب إعلامية إلى يومنا هذا تصور إن الهندي الأحمر ماهو الا قاطع طريق وماهو إلا ثائر مدافع عن بلده وأرضه واتذكر رسالة عرضتها مجلة "أهلا وسهلا " قبل عدة سنوات أن زعيم أخر قبيلة من قبائل الهنود الحمر كتب رسالة لأحد قادة الحرب في أمريكا بعد أنتهت المقاومة وانتهت الثورة قال فيها ( أيها الرجل الأبيض إنك أخذت أرضنا وسكنت فيها فحافظ عليها و حب هذه الجبال وحب هذه الأنهار وحب الدب الأسمر وحب الثور ولا تفسدون هذه الأرض بحصانكم الحديدي "يقصد به القطار " ..... والخ الرسالة ) فعندما يكون هذا مبدأ هذا الزعيم الهندي هل يعقل أن يكون قاطع طريق .
وأما أمريكا الجنوبية فهي أكثر فظاعة وأكثر ألماً فخلال 200 سنة فقط تغيرت عقائد جميع القارة بالكاثولكيه الصليبيه وتغير لغتهم بالأسبانية والبرتغالية في حين أن المسلمون كان في أسبانيا 800 سنة لم يجبروا الناس على إعتناق الإسلام ولا الحديث باللغة العربية وحدث هذا أيضاً بعد سقوط الأندلس ... عندما ضعف المسلمون بتركهم لهذا الدين العظيم الدين الرباني أختل توازن العالم وأختل النظام ، واختفت القيم .. ألا يحق لنا أن نعترف أن الدين الأسلامي هو دين السلام الحقيقي وكل حجر وكل أرض لو نطقت لقالت : نعم المسلمون هم قادة العالم .
أخوكم القباني