«أقسى أنواع الاستعمار: استعمار العادة للإنسان»
دكتور مصطفى السباعي.
يقول الأستاذ جاسم المطوع في مقالة له حول الفرق بين الخِطْبة و الخُبطة؛ بأن الخطبة تكون عندما يراعى كل طرف الشروط الصحيحة في التعارف على الطرف الآخر بحيث تصل درجة المعرفة إلى خمسين في المائة على الأقل لأن المعرفة الكاملة مستحيلة ولا تكون إلا بعد الزواج، وإنما يكفى لاتخاذ قرار الزواج أن تكون المعرفة بنسبة (50%) من صفات وسلوكيات الطرف الآخر.و يختم مقالته: فالخطبة تكون ناجحة إذا التزمنا بالمعايير التي بينها لنا رسولنا الكريم ، وبذلنا الجهد في التعرف على الآخر وإلا كانت (خبطة).
و أود أن أقول بأن الطريقة التي نتبعها في اختيار الزوجة في مجتمعنا لا تتيح لنا تطبيق هذا النهج السليم؛ فاختيار الزوجة عادة تتم من قبل النساء و معرفتهم بالفتاة و البحث عن أخلاق الشاب يتم من خلال أشخاص لا يعيشون معه حياة حقيقة كزملاء العمل أو مديره؛ في ظل تراجع دور المسجد في معرفة أهل الحارة الواحدة بعد تعدد المساجد في المنطقة الواحدة و انشغال الناس بأعمال بعيدة عن مساكنهم.
إذن أنى السبيل إلى معرفة الخاطبين ببعضهما !! أم لا يحق لهما ذلك في ظل الطريقة التقليدية !!
لكم تحياتي