بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الاستعمار الفرنسي من أسوء أنواع الاستعمار ليس فيه قتل فقط بل لتغيره الثقافة بطريقة غير عادية فهو يسرق خيرات بلدك بالإضافة للتغير الثقافة فتصبح مثلاً الإسلام مثلاً حياة مستقلة عن حياة الفرد والخ ، وكذلك الحجاب وغيره، في حين الاستعمار البريطاني يسرق خيرات البلاد ويحاول جعل مستواك العلمي في الحضيض مع دعمه للتيارات الفكرية المضادة لدينك وإنشاء تيارات وعقائد ونحل ولعل أبرزها القديانية ، ودعمها للتيار الشيعي بشكل كبير في العراق ، ما أحببت أن اعلق عليه هو ، عندما استعمرت فرنسا المغرب العربي قامت بتغيرات ثقافية في هذا المجتمع ومنها تغير التصاميم للمنازل فكما هو معروف أن المجلس يكون في مقدمة البيت و أول ما يأتي الضيف فإن لا يتعب كثيراً فأول غرفة يجدها هي مكان الضيافة " المجلس " لكن الاستعمار الفرنسي قام بحركة بتغير هذا المفهوم فجعل المجلس في مؤخرة البيت فعندما تدخل البيت أيها الضيف فعليك أن تمر على الصالة وتقطع أمتار وتصل إلى المجلس القريب من المطبخ وحرمة البيت ، في النظرة العادية نقول أن هذا الأمر عادي لكن في المستقبل بعد فترات يصبح دخول البيت ليس فيه خصوصية وليس له حدود وبإمكان الشخص أي كان أن يدخل وفق النظام ضيف لكن غرفة الجلوس في الداخل ، وبعد فترات تموت الغيرة ويصبح الأمر عادي جداً ، الإسلام عندما شرعه الله ديناً لهذه الأمة " كاملاً ليس فيه نقص " هذا الدين العظيم متوافق مع طبيعة العرب التي فيها نخوة وفيها غيره وفيها حرص وشجاعة ولهذا نجد الإسلام دخول العرب فيه كان سريع جداً لأن نزل القرآن بلغتهم وفهموه ونقلوه للآخرين وكان متوافق مع جميع البشر لأنه دين رباني شرعه الرحمن من فوق سبع سموات ويطبق بحذافيره في كل زمان لا اختلاف ولا يعطل شيء منه ، الإسلام دين يعطيك الحذر وينبهك من أعدائه قال تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) فعلينا فهم هذه القاعدة ، المجتمع لدينا عليه أن يحذر من تتبع الموضات التي تجرنا لشيء أعظم ، والتطور والتحضر لا يخالف هذا الدين الذي بنى حضارات في بلدان فتحها وتبقى اكبر حضارة عرفها التاريخ إلى اليوم وإلى قيام الساعة هي حضارة محمد صلى الله عليه وسلم، لكن علينا نميز الصالح والطالح ونأخذ ما هو مفيد أن أنصبح كمثل شبكة الصياد الكبيرة نلقف كل شيء دون تمحيص ونتساهل ونتهاون فهذا أمر غير مقبول ، فعلى الشخص أن يتبع عقله ويوزن الأشياء بميزان شرعي ولا يتهاون فيه، ما أود أن أقوله أن الغزو الفكري سهل جداً ويسري بشكل سريع لأنه أي اختلال في صده يؤثر في حمايتنا منه فالأعداء فقد يكون الأب أو الأم أو الابن ناقل لهذا الغزو بطريقة غير متعمده ، و يلتبس علينا الحق وما هو ظاهره حق ، والقابض على دينه كما القابض على جمره في أخر الزمان ونسأل الله ان لا يجعل الفتنه في ديننا ولا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ..