سالفتنا اليوم وقصيدتنا عبارة عن مجموعة قصص تنم على الطيب والكرم وحسن الجوار قرأتها وحبيت أن أنقلها لكم لما فيها من الفخر والإعتزاز فهذه القصص لقبيلة الدواسر القبيلة المشهورة بالكرم والبطولة
القصة الاولى
تقول أن ولد ناصر المبيعيج الودعاني يلعب مع ولد جاره يوم عيد الأضحى وكان طفلا وقد شاهد أبوه وهويذبح ضحايا العيد فأحب أن يقلدة وقال لولد جاره وهو يلعب معه في الشارع تريد أوريك ويش أبوي يسوي بالضحايا قال نعم فقال نم على الأرض وأخذ السكين وذبحه به فخرجت أم الطفل المصاب وشاهدت إبنها وحاولت إنقاذه ولكن النزيف أرهقه وتوفي على أثر ذلك ولم يكن هناك أطباء ولا حالات إسعاف إذ كان الزمن قديم فسمع ناصر المبيعيج الصوت والصياح فخرج وشاهد إبن جاره ينزف دماً فسأل عن الأمر فقيل له أن إبنك هو الذي فعل هذا الفعل وذهب يبحث عن إبنه فوجده عند أمه وحاولت منعه من أخذه فنهرها فذهب به وذبحه على جثة إبن جاره وقال لزوجته أخرجي إبكي مع جارتك
وقد دوّن الشاعر سيف الغوينمي في إحدى قصائده هذه الحادثة إذ يقول
|
الأوله منهـا المبيعيـج ناصـرزلت غريـر ٍ سببـت لاجاتهـا |
جرّه عليه ولط حلقه فوقهـاوقال الثارات حلالها عجلاتها |
|
أما القصة الثانية
فقد خرج رجلين من قبيلة قحطان من الوادي يريدون أهلهم في البر وكان يرافقهم شخص من قبيلة آل عويمر الوداعين فزيّن له الشيطان خيانتهما وقتلهم فعدى عليهم وقتل أحدهم وهرب الآخر حتى وصل إلى الوادي وبالأخص إلى قبيلة آل عويمر فأخبرهم بما حصل من خويهم فخرجوا معه حتى وصلوا إلى محل معركتهم وتأكدوا من خيانة خويهم لهم فبحثوا عنه حتى قبضوا عليه وربطوه وقالو للقحطاني اقتله فتهيّب (خاف منهم) من قتله فقام والد الجاني وأخذ السيف وضربه به حتى قتله وقد أشار لهذا الحدث الشاعر أيضاً الغوينمي في قصيدته حيث قال
|
والثانية لا باق واحدا في سيرهاذبحوه ذبح الشـاة فـي احلالهـا |
يبغـون مثـلـه مايـهـم بمثالـهـاوإلا الديـه ستـر ٍ لهـا وجمالـهـا |
واللي فعل ذا الفعل لاد عويمروهم فحـول المرجلـه وزحالهـا |
|
أما القصة الثالثة
فقد سقط طفل من قبيلة آل عاطف من قحطان وهو نازل هو وأمه وأخوته وقت القيظ عند سعد بن حسن بن محمد بن ولمان الوداعين وكان يريد استخراج الماء من البئر عند المسجد فأراد الله وسقط في البئر ومات ودفع سعد لأسرة المتوفي ديتين مثاراً في سقوطه في مسجد قبيلة الولامين وقد تطرق لهذه الواقعة الشاعر الغوينمي في قصيدتة المشهور فأنشد قائلاً
|
والثالثة يوم طاح العاطفي في حسيناعــطــاه ســعــد الــديــة ومـثـالـهـا |
وأمــه عـجــوز ٍ ظـامـيـن ٍ حـوشـهـاراحـــت تـشـيـل حمـولـهـا بجمـالـهـا |
|
أما القصة الرابعة
فقد سقط شخص يقال له شايق بن سليم وهو نازل عند مانع بن منصور بن محمد بن ولمان من قبيلة الولامين الوداعين في بئر مانع وصار في جبهته من أثر السقوط شجه فما كان من مانع إلا أن أعطاه فرس صفرا لمثار عن سقوطه في البئر العائده له ومن محاسن الصدف أن غزى عليها وكسب أربعين من الأبل ووثق هذه الواقعة الشاعر الغوينمي إذ يقول
|
والرابعـه منهـا بيـان ابـن سليـمفي البير طاح وطق رأسه جالها |
ظهـر لنـا اللـي فيـه فعـل ٍ بيّـنفي جبهته مطرح ثـلاث اقفالهـا |
هو جـار كسـاب المراجـل مانـعكـسـابـهـا فـيّــادهــا خـتـالـهــا |
عطـاه صفـرا سابـق ٍ معلـومـهصفرا تشوق العيـن فـي خيّالهـا |
أول فوالتـهـا أربـعـيـن جـذيـبـةإبـل المريخـي يـوم ربـي زالـهـا |
|
أما القصة الخامسة والأخيرة
يلقبون الدواسر بودّاية جارها من جدارها أي أنهم دفعوا لجارهم الذي سقط عليه الجدار ومات بسببه دية كاملة وبهذا يقول الغوينمي سيف في قصيدتة المسماة مصلحة التي أنشدها وأرسلها إلى الوداعين وهم يتحاربون واستمر حربهم أكثر من شبه سنة وأرسل إليهم القصيدة يطلب منهم الصلح وفعلاً صلحوا وسمّيت هذه القصيدة بالمصلحة ويقول في بيت من القصيدة استدل به على ماذكرت أعلاه عن أداء الدية إلى الجار الذي سقط عليه الجدار
|
والخامسة الجدار منها وئد ابن اخليفعطـاه الديـة وقــف ٍ بغـيـر امهالـهـا |
فـهـذي خـمـس ٍ مافعـلـهـا غـيـرهـممـن طلـعـت البيـضـاء إلــى حوالـهـا |
|
وإلى أن يحين لنا الموعد مع سالفة وقصيدة أخرى تقبلوا تحياتي
دمتم برعاية رب العزة والجلال