قصيدة لشاعر ناصر الفراعنة وهي في الفخر والهجاء ولها نمط جاهلي رائع وكذلك الشاعر فيها لزم ما لا يلزم في القافية كما فعل أبو العلاء المعري فقافية القصيدة أربع حروف وجاءت القصيدة في ثوب من الإبداع من أروع وأجمل وأكمل ما يكون
فـلا بلغـت مـنـه القـلـوب مـرادَهـا=وما أدركـت منـه الأكـفّ حصائـلا
كصبخـاء قـفـرٍ لـيـس يثـمـر نبتـهـا=ومـا حالـف الإثمـار فيـهـا فسـائـلا
فكـم فجـع الغافيـن فــي حجراتـهـم=وأخلـى قـلـوب الآنـسـاتِ عجـائـلا
إذا الدهـر أسقـى أمـةً مــاء مـكـرهِ=رأيــت عبـيـد الـقـوم فيـهـا عقـائـلا
فكـم مـن عظيـمٍ حقّـر الدهـر شأنَـهُ=فحـالَ إلـى حـالٍ ومـا كـان حـائـلا
هـو الـدهـر إن يفـسـد يـعـمّ فـسـادهُ=ومـا أعـذرت منـه المفاسـدُ خـائـلا
فمهمـا يطُـلْ عمـر امـرىءٍ بسعـادةٍ=فلا يأمنن مـن غيـب حـزنٍ هوائـلا
فـلا تأمنـنْ مـن حسـن دهـرٍ مُسيئـة=ولا تأمنـنْ مـن أمـن دهـرٍ غـوائـلا
إذا مـا امـرؤٌ رابـتـكَ مـنـهُ سجـيّـةٌ=علـيـهـا بعيـنـيـهِ ستـلـقـى دلائــــلا
ومــا مــن يــدٍ إلا يـــدُ الله فـوقـهـا=وما كان ذو طولٍ سـوى الله طائـلا
ألا أبلـغ الأحـلاف إن تـبـغِ حربـنـا=فـلـن يـجــدوا إلا الـقـبـور نـوائــلا
(أبا الذيل) قد هلت عليك صواعـقٌ=بداهـيـةٍ جـلّــى تـفــض المـسـائـلا
فمـا أنــت إلا غـصـن مــوزٍ منـعّـمٍ=نـراهُ إذا مــا مـالـت الـريـحُ مـائـلا
(أمـرودُ ) مهـلاً قـد علتـكَ عمـامـةٌ=من الخزي تكسوك الخنا والرذائلا
فحقّـكـم كــرش الـجـزور وحـقّـنـا=سـنـامٌ إذا مــا ألــزم الفـعـلُ قـائـلا
وفيكـم دخـيـل البـيـت يلـعـن بيتـكـم=فما كان فـي حـرزٍ ومـا كـان نائـلا
(أخنـزيـر خــولانٍ) عـلامـا تسبّـنـا=وأنـتــم بــنــو الأزلام إلا قــلائــلا
ألا قــبّــح الله الـعـجــول وقـولَـهــا=أكاذيـب مـا سـاقـوا عليـهـا دلائــلا
وكم جرّت الحبلى عليهنّ مـن فتـى=يجسّ من البِيْـض الحسـان شوائـلا
يهـادِيْـنَ بالبـغـي المـرجّـلَ شـعــره=فـإن حُبِسـوا رد الحمـامُ الرسـائـلا
وكان (بـن شمعـونٍ) يقـودَ ضيوفـهُ=عـلـى أخـتْـهِ حـتـى تعـيّـلُ عـائــلا
وقـد ألقحـوا مـن أهـل بيتـهِ أربـعـاً=وخامسـةً أخـرى رحــولاً وحـائـلا
لعمركَ ما أرخت عليهـم خدورُهـم=ستوراً ومـا أضفـت عليهـم ظلائـلا
فما زعزَعَـتْ أقدامهـم جُحْـر نملـةٍ=ومــا وسِعَتْـهـم نـجـدُ إلا فـضـائـلا
ولـو سألـت نجـدٌ بـديـلاً لـهـمْ بِـهِـم=لكانـت لهـمْ خضـر الحميـر بدائـلا
فتاهمْ إذا ما أغلـظَ الصـوتَ صائـحٌ=بثـوبِـهِ تلـقـاهُ مــن الـــروْعِ بـائــلا
فليسَ بِهِـم مـا قـد يـرى فيـهِ شاعـرٌ=سبيـلاً إلـى مـدحٍ لَـهـمْ أو وسـائـلا
(بنـي حمَـلٍ) مهـلاً وأوردكـم ذرىً=قـيـامـاً كـأعـنـاق الـنـعـام هــوائــلا
(بني حمَلٍ) أقسمتُ جعـل رجالكـم=نسـاءً تــداري بالكـفـوف خصـائـلا
خلِقْـتُـمْ كـأذنـاب الـذئـابِ أواخـــراً=ونـحـنُ خلقـنـا كـالـرؤوس أوائــلا
سقـى الله قومـاً مـن هـوازن دأبهـم=إذا بيـدق الليـل استـحـلّ الأصـائـلا
يـشـعّ بِـهِــمْ لـيــلٌ وتُـظـلِـمُ بـكــرةٌ=وبالمـوت أغـنـوا سـائـلاً ومسـائـلا
سـراعٌ إلـى جلـى الأمـور صبيّهُـم=يُـرَى حيـن يُدعـى للوغـى متفـائـلا
تّـرى فـي وجـوه العامريّيـن حينمـا=يـعــمّ ظــلامٌ أنـجـمــــاً وشـعـائــلا
إذا مـا سـراج الحـربّ شـحّ فتيـلـهُ=وهبـنـا لـــهُ الأرواح مـنــا فـتـائـلا
نصبنـا صراطـاً لـم يَمُـلْ مستقيـمـهُ=إلى المجد موصول الجوانب طائلا
كـأنّــا خلـقـنـا والـمـعـالـيَ إخــــوةً=رفـاقـاً وللمـجـد السـلـيـل سـلائــلا
لنا الغرّ من بيض السيـوف خلائـلٌ=وكانـت لنـا شهـب الرمـاح حلائـلا
أبدنـا جنـود التـرك فــي وادِ رنـيـةٍ=بأشلائهم قد بشّر (الجهـرُ) (دائـلا)
وكـم قـد حملنـا بالسـيـوف وبالقـنـا=إلـى أن رددنـا فــي ربيـعـة وائــلا
وسيـلٌ لنعـمـان الحـجـاز عـرمـرمٌ=طمثـنـا بـــهِ ربّـــات دورٍ خـلائــلا
بـيـومٍ كــذي حـنـوٍ تـخــالُ جـيــادَهُ=وقـد راعهـا وكْــز الـرمـاحِ أيـائـلا
وعـرق سبيـعٍ يـومَ تحـسـبُ رمـلـهُ=من الدمِ ممطـورات روضٍ هلائـلا
بأسيـافِ قـومٍ مـن سبيـعِ بـن عامـرٍ=أدقّت مـن الخطـب العظيـم جلائـلا
ويـومٌ عـلـى تـيـنٍ كسـرنـا شريـفَـهُ=إلـى أن شفـت منـه الكبـود غلائـلا
وبالحـزم حررنـا مـن الــرقّ أمّــةً=ومـا جعـلـوا للعـتـق مـنـهُ جعـائـلا
وبالـخـلّ أعتقـنـا رقــاب شيوخِـكـم=فصرتم شعوباً فـي الـورى وقبائـلا
ولـو لـم ينلكـم فـي الذنائـب عفـونـا=لكنـتـم عـبـيـداً تُـشـتـرى وعـوائــلا
لنـا دون أهـل الأرض أطهـر بقعـةٍ=زكونا خصالاً في الورى وشمائـلا
بـنـا دولــةٌ تُـبـنـى وتـهـلـكُ دولـــةٌ=إذا أفحـم الجبـر الشمـردلُ صـائـلا
بنيـنـا لـنـا فــوق العـبـاد صـوامـعـاً=شهـوداً كأهرامـات مصـرَ ذوائــلا
ونـحــن أشـــد العالـمـيـن شكـيـمـةً=وأكرمهـم عـنـد الفـصـال فصـائـلا
تـخــال أيـاديـنـا لـسـابــق جــودنــا=بحـوراً تسامـى موجـهـا وخمـائـلا
لنـا الأنجـم الزهـراء فـي سمواتهـا=إذا مــا نقـلـنـا للـسـيـوف حـمـائـلا
حكمـنـا بـأطـراف الأسـنــةِ دولـــةً=وحشنا بها مع غارة الصبـح جائـلا
فنحن الأسود المرعبـات (دحائـلاً)=ونحـن الأسـود المرهبـات دغـائـلا
بـنـي عـامـرٍ هــلا فتـكـتـم بـربّـهـم=وألبستـم الصفـر العتـاق الرحـائـلا
فـإنّ لكـم فـي عـامـر الخـيـل سـنّـةً=إذا شَــوِلٌ للـحـرب وافــاه شـائــلا